في خطوة مفاجئة، احتجزت السلطات التركية القيادي الإخواني محمد عبد الحفيظ عبد الله في مطار إسطنبول خلال عودته من رحلة عمل يوم الاثنين 21 يوليو 2025، وسط توقعات بترحيله إلى مصر خلال الساعات المقبلة. هذا التطور يأتي بعد ساعات قليلة من إعلان وزارة الداخلية المصرية تفكيك خلية إرهابية تابعة لحركة “حسم”، حيث ورد اسم عبد الحفيظ ضمن قائمة المطلوبين.
من هو محمد عبد الحفيظ؟
محمد عبد الحفيظ عبد الله عبد الحفيظ، مهندس زراعي يبلغ من العمر 29 عاماً من مركز السادات بمحافظة المنوفية، يُعد من أخطر عناصر حركة “حسم” الإرهابية، الذراع المسلحة لجماعة الإخوان المسلمين. تظهر ملفات الأمن المصري أن عبد الحفيظ تلقى تدريبات عسكرية متقدمة مع كتائب عز الدين القسام في غزة، وتسلل إلى مصر عبر أنفاق حدودية بهدف تنفيذ عمليات إرهابية.
السجل الإجرامي المروع
صدرت بحق محمد عبد الحفيظ أحكام نهائية بالسجن المؤبد في عدة قضايا إرهابية خطيرة، أبرزها:
القضايا الرئيسية:
القضية رقم 120 لسنة 2022 جنايات عسكرية شرق القاهرة: محاولة استهداف الطائرة الرئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسي، واغتيال المقدم ماجد عبد الرازق
القضية رقم 81 لسنة 2016 أمن دولة عليا: المعروفة بـ”اغتيال النائب العام” هشام بركات
القضية رقم 64 لسنة 2017 عسكرية: محاولة اغتيال النائب العام المساعد المستشار زكريا عبد العزيز
تفاصيل عملية الاحتجاز
كشفت زوجة عبد الحفيظ عبر منشور على فيسبوك أن السلطات التركية أبلغته بعدم السماح له بالدخول وهددته بالترحيل، رغم حمله إقامة قانونية سارية في تركيا. وأضافت أن الاتصال انقطع معه منذ الساعة العاشرة صباحاً، مع رفض السلطات توضيح وجهة الترحيل المحتملة.
السياق الأمني: ضربة لحركة “حسم”
يأتي اعتقال عبد الحفيظ بعد يوم واحد من إعلان وزارة الداخلية المصرية تفكيك خلية إرهابية تابعة لحركة “حسم” كانت تخطط لاستهداف منشآت أمنية واقتصادية داخل مصر. البيان الرسمي كشف أن قيادات الحركة الهاربة في تركيا خططت لإحياء نشاطها المسلح، مع تحديد خمسة أسماء رئيسية:
يحيى السيد إبراهيم محمد موسى: مؤسس الحركة والمشرف على هيكلها العسكري
محمد عبد الحفيظ عبد الله عبد الحفيظ: الموقوف حالياً في إسطنبول
محمد رفيق إبراهيم مناع: محكوم عليه بالسجن المؤبد
علاء علي علي السماحي: أحد القائمين على المخطط
علي محمود محمد عبد الونيس: محكوم عليه في قضايا متعددة
التعاون الأمني المصري-التركي
تطور نوعي في العلاقات الثنائية
يرى خبراء أن اعتقال عبد الحفيظ يعكس تطوراً مهماً في التعاون الأمني بين القاهرة وأنقرة، خاصة بعد المصالحة السياسية التي بدأت منذ أكثر من عام. الإعلامي المصري أحمد موسى أكد أن مصر سلمت لتركيا ملفاً أمنياً يضم أسماء عدد من القيادات الإخوانية المطلوبة، مشيراً إلى احتمال تسليم عناصر إضافية قريباً.
تحليل استراتيجي: نهاية الملاذ الآمن؟
تحول في الموقف التركي
يمثل توقيف عبد الحفيظ تحولاً مهماً في موقف السلطات التركية التي طالما وفّرت ملاذاً آمناً للعناصر الإخوانية الهاربة. منذ العام 2021، بدأت تركيا اتخاذ إجراءات تدريجية ضد إعلاميي جماعة الإخوان، شملت وقف بث عدد من البرامج السياسية وإغلاق بعض القنوات التلفزيونية.
الدوافع الجيوسياسية
يشير محللون إلى أن هذا التحرك قد يكون جزءاً من صفقة إقليمية أوسع تهدف لإعادة ترتيب العلاقات في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجهها تركيا. المحلل السياسي محمود علوش أكد أن “تركيا تبدي اهتماماً كبيراً بتعزيز العلاقة مع مصر، وهذا يتطلب معالجة القضايا التي سببت التوتر سابقاً”.
تداعيات على مستقبل جماعة الإخوان
تفكيك الشبكة التنظيمية
اعتقال عبد الحفيظ قد يشكل بداية تفكيك البنية التحتية للإخوان في تركيا، التي استخدمت الأراضي التركية كمنصة لتخطيط وتمويل عمليات إرهابية ضد الدولة المصرية. وزارة الداخلية المصرية أكدت أن عبد الحفيظ كان يشرف على عمليات التجنيد والتخطيط من خلال غرف تنسيق في إسطنبول.
ملفات أخرى قيد المتابعة
تتوقع مصادر أمنية أن يتم التحقيق مع عبد الحفيظ حول شبكة علاقاته وطرق التمويل والتنسيق مع خلايا نائمة داخل مصر. كما يُرتقب أن تطالب السلطات المصرية بتسليم عناصر أخرى مطلوبة، مثل يحيى موسى ومحمد منتصر وعلاء السماحي.
الأبعاد القانونية والدبلوماسية
إجراءات التسليم المحتملة
في ظل وجود مذكرات توقيف دولية صادرة من الإنتربول وأحكام نهائية من القضاء المصري، يُتوقع أن تتواصل السلطات المصرية مع الجانب التركي لاستكمال إجراءات التسليم. القانون التركي يسمح بترحيل الأشخاص المتورطين في أعمال إرهابية ضد دول صديقة، خاصة في إطار التعاون الأمني الثنائي.










