سأتحدث كتونسي متجرد من كل انتماء سياسي وسأحاول أن أكون محايدا وموضوعيا.
اليوم، تونس لا أحلاف حقيقيين لديها. نحن أقرب ربما للمملكة العربية السعودية أكثر من قربنا أو تحالفاتنا مع ايطاليا.
لم نربح من التحالفات الايطالية أي مكسب اقتصادي أو تنموي. اختصرنا علاقاتنا في حماية حدودها البحرية…
علاقاتنا التقليدية مع الولايات المتحدة متجهة نحو التوتر… لطالما دعّمت أمريكا تونس في معركة الاستقلال، بل إن أمريكا أول دولة اعترفت باستقلال تونس بتاريخ 17 ماي 1956.
لم يقف دعم الولايات المتحدة لتونس لنيل والاعتراف باستقلالها، بل رصدت دعما ماديا وعينيا للجمهورية الفتية يتواصل على مدار 70 سنة…
جيراننا، كل يحاول تنويع علاقاته والدفاع عن مصالحه وهذا حق مشروع… ليس بالضرورة أن تكون تلك المصالح متناغمة مع مصالح تونس الحالية…
بعدما كنا مركزا إقليميا في المنطقة المغاربية لا تتخذ بشأنه الولايات المتحدة قرارا إلا بعد التشاور مع رؤساء تونس السابقين وأتحدث عن نظام بورقيبة وبن علي، خسرنا تلك الحضوة وذلك المركز…
(عودوا لأرشيف وزارة الخارجية والرئاسة الأمريكية طيلة فترة حكم بن علي وسترون الملاحظات التي كان يدونها أصحاب القرار الأمريكي عن تونس).
اختلفنا مع بن علي أم اتفقنا معه، كان لتونس وزنا إقليميا على الأقل طيلة التسعينات وحتى 2008.
نفس الشيء مع فرنسا، كانت هذه الأخيرة تمر عبر تونس لبعث بعض الرسائل لبعض دول الجوار.
اليوم، تقريبا لا سند حقيقي لنا وعلاقاتنا الخارجية ضبابية ومحتشمة…
مراجعة بعض التوجهات والاختيارات في السياسة الخارجية أراه أكثر من عاجل…
القرارات الوجدانية مفعولها داخلي ومحدود… العلاقات الخارجية لا تعني فقط التوجهات والمواقف السياسية بل التوجهات الاقتصادية والتنموية…
المصالح الاقتصادية في الداخل والخارج يجب أن تعلو على المواقف السياسية… نحن في حاجة ماسّة لقرارات اقتصادية داخليا وخارجيا لدفع الاستثمار وفك القيود…










