أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب واسعة، بعد أن ظهر فيه أحد المسلحين من ميليشيا “جيش العشائر” الموالية للحكومة الانتقالية السورية، وهو يتفاخر بمنع دخول المواد الغذائية إلى محافظة السويداء، في ظل حصار خانق مستمر منذ أكثر من أسبوعين.
ويظهر المسلح، ويدعى قصي الشمري، في الفيديو الذي بثه عبر حسابه الشخصي على فيسبوك، وهو يتحدث من جبهة قرية أم الزيتون شمال محافظة السويداء، قائلا: “مسكرين الدرب.. لا فول لا لبنة لا جبنة، ممنوع منعا باتا دخول أي شيء”. ويحيط به عدد من المسلحين التابعين للميليشيا، في مشهد يوثق مشاركة هذه الجماعات المسلحة في تجويع المدنيين ومحاصرتهم بشكل متعمد.
الفيديو يأتي في وقت تعاني فيه محافظة السويداء من أزمة إنسانية حادة، حيث فقدت المواد الغذائية الأساسية من الأسواق، وتوقفت آبار المياه عن الضخ، في ظل انقطاع الكهرباء وشح المحروقات والوقود، مما يهدد حياة آلاف السكان، لا سيما الأطفال والمسنين والمرضى.
وتفيد تقارير ميدانية بأن ميليشيات “جيش العشائر” نفذت هجمات متكررة على قوافل المساعدات الإنسانية التي حاولت الوصول إلى المحافظة، كما استهدفت ورشات الصيانة التي حاولت إصلاح البنية التحتية المتضررة، خصوصا شبكات الكهرباء.
وتقع قرية أم الزيتون على الطريق الرئيسي الواصل بين دمشق والسويداء، وتعد موقعا استراتيجيا تتحكم به هذه المجموعات المسلحة. وتشير شهادات من الأهالي إلى أن القرية، شأنها شأن عشرات القرى الأخرى في المنطقة، شهدت موجات نزوح قسري بعد تعرضها لعمليات نهب، حرق للممتلكات، إعدامات ميدانية، وخطف مدنيين، لا تزال جثث بعضهم في الطرقات وداخل المنازل دون قدرة على دفنهم.
ويعتبر الفيديو الأخير دليلا ماديا خطيرا على تورط هذه الميليشيات في فرض سياسة التجويع كأداة ضغط ومعاقبة جماعية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، الذي يجرم منع المساعدات الإنسانية واستهداف المدنيين خلال النزاعات.
وسط هذه التطورات، تتزايد الدعوات المحلية والدولية لفتح ممرات إنسانية عاجلة، وإدانة الحصار المفروض على السويداء، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات المتكررة بحق السكان المدنيين.










