قرار تاريخي: فرنسا تعترف بدولة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس 24 يوليو 2025، أن بلاده ستعترف رسمياً بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، في خطوة تاريخية تجعل فرنسا أول قوة غربية كبرى تتخذ هذا القرار.
إعلان ماكرون وتفاصيل القرار
قال الرئيس الفرنسي في رسالة نشرها عبر منصتي “إكس” و”انستغرام”: “وفاءً بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنساين. سأُعلن ذلك رسميا خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل”.
وأكد ماكرون في رسالة وجهها إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن “الحاجة الملحة اليوم هي إنهاء الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين”، مشدداً على أن “السلام ممكن”.
شروط الاعتراف الفرنسي
حدد ماكرون عدة شروط للاعتراف بالدولة الفلسطينية، تتضمن:
نزع سلاح حماس العسكري وتأمين غزة وإعادة بنائها
قبول الدولة الفلسطينية بنزع سلاحها والاعتراف الكامل بإسرائيل
المساهمة في أمن الجميع في الشرق الأوسط
تنفيذ وقف إطلاق النار فوراً وإطلاق سراح جميع الأسرى
السياق الدولي والأهمية الجيوسياسية
مكانة فرنسا في المشهد الدولي
تُعتبر فرنسا أول دولة من مجموعة السبع الكبار وأقوى دولة أوروبية تعترف بفلسطين، حيث اعترفت 142 دولة على الأقل بدولة فلسطين حتى الآن، معظمها من الدول النامية والعربية.
المؤتمر السعودي-الفرنسي
يأتي هذا الإعلان في إطار الجهود المشتركة بين فرنسا والمملكة العربية السعودية لعقد مؤتمر دولي حول “حل الدولتين”، والذي كان مقرراً في يونيو ولكن تم تأجيله بسبب التطورات الإقليمية. سيعقد اجتماع وزاري في نيويورك يومي 28 و29 يوليو حول الموضوع نفسه.
ردود الفعل الدولية والإقليمية
الترحيب الفلسطيني
رحّب نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ بالقرار الفرنسي، معتبراً أنه “يمثّل التزام فرنسا بالقانون الدولي”. وشكر الشيخ المملكة العربية السعودية “على الجهد الكبير الذي بذلته مع فرنسا للاعتراف بدولة فلسطين”.
المعارضة الإسرائيلية والأمريكية
تعارض الولايات المتحدة وإسرائيل بشدة هذا الاعتراف، حيث وصف نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي الخطوة الفرنسية بأنها “دعم مباشر للإرهاب”. وقد هددت إسرائيل سابقاً بردود فعل أحادية، بما في ذلك ضم أجزاء من الضفة الغربية إذا اعترفت الدول الأوروبية بفلسطين.
الموقف الأوروبي
انضمت فرنسا إلى قائمة الدول الأوروبية التي اعترفت بفلسطين، حيث اعترفت إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا بالدولة الفلسطينية في عام 2024، ليصل عدد الدول الأوروبية المعترفة إلى 13 دولة.
التحديات والعقبات المستقبلية
الضغوط الأمريكية
تواجه فرنسا ضغوطاً من إدارة ترامب التي تعارض الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية، واصفة إياه بأنه “مكافأة للإرهاب” وأنه سيضع عراقيل أمام الحل النهائي للصراع.
التحديات الداخلية الفرنسية
يواجه ماكرون انقساماً داخلياً حول القرار، حيث رحّب اليسار الفرنسي بالخطوة واعتبرها متأخرة، بينما هاجمها اليمين المتطرف واصفاً إياها بـ”إرسال إشارة خطيرة للإرهاب”.
الأبعاد التاريخية والقانونية
التطور التاريخي للعلاقات الفرنسية-الفلسطينية
تمتد العلاقات الفرنسية-الفلسطينية إلى عقود، حيث سمحت فرنسا لمنظمة التحرير الفلسطينية بفتح مكتب في باريس عام 1975، والذي تطور إلى “بعثة فلسطين” عام 2010. كما كان الرئيس فرانسوا ميتران أول رئيس غربي يتحدث عن ضرورة قيام دولة فلسطينية أمام الكنيست الإسرائيلي عام 1982.
الإطار القانوني الدولي
يستند القرار الفرنسي إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، خاصة القرار رقم 3236 لعام 1974 الذي أقر بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال الوطني










