التحالف الدولي ينفذ عملية إنزال جوي نوعية في الباب ويعتقل قيادياً عراقياً من داعش
نفّذت قوات خاصة من التحالف الدولي بالتنسيق مع وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، فجر الجمعة 25 يوليو 2025، عملية إنزال جوي نوعية في حي البوغزال بمدينة الباب شرقي حلب، استهدفت خلية تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، في أول عملية من نوعها خلال العام الجاري.
تفاصيل العملية العسكرية المتطورة
جاءت العملية النوعية عقب فرض طوق أمني مشدد على المنطقة المستهدفة، وانتشار واسع للقوات على الأرض، تزامناً مع تحليق مكثف لمروحيات عمليات التحالف الدولي في سماء المدينة. وبحسب مصادر ميدانية، أغلقت عناصر العملية الشوارع المحيطة بموقع الإنزال، بينما حلّقت طائرات استطلاع في سماء المنطقة بكثافة.
ووجهت القوات المشاركة نداءات عبر مكبرات الصوت طالبت فيها المطلوبين بتسليم أنفسهم، قبل أن تقتحم الموقع في اشتباكات مباشرة مع أفراد الخلية، تخللتها رمايات بالقنابل على مواقعهم.
نتائج العملية واعتقال الأمير العراقي
أسفرت العملية عن مقتل أو اعتقال أربعة من عناصر الخلية، بينهم “أمير عراقي الجنسية” يُعد من أبرز القادة العراقيين في داعش. وأكدت مصادر أمنية أن الشخص المعتقل كان يشرف على خلايا نشطة في مناطق مختلفة من شمال سوريا.
وذكرت المعلومات أن عناصر الخلية المستهدفة كانوا يضطلعون بأدوار تنسيقية مع الخلايا النائمة في الشمال السوري، مما يؤكد على أهمية هذه العملية في تفكيك شبكات التنظيم الإرهابي.
التطور النوعي في استراتيجية مكافحة الإرهاب
تُعد هذه العملية الأولى من نوعها خلال العام الجاري داخل مناطق سيطرة فصائل “الجيش الوطني” المدعومة من تركيا، في مؤشر واضح على تطور نوعي في جغرافيا وتكتيك العمليات التي ينفذها التحالف الدولي ضد التنظيم في سوريا.
وتأتي هذه العملية في سياق الجهود المشتركة بين الحكومة السورية الانتقالية والتحالف الدولي لملاحقة بقايا التنظيمات الإرهابية، حيث شهدت مدينة الباب نشاطاً أمنياً متزايداً خلال الأسابيع الماضية.
دور وحدات مكافحة الإرهاب YAT
شاركت في العملية وحدات مكافحة الإرهاب (YAT) التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وهي قوات خاصة تتألف من نخبة تم اختيارهم من وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة. تلقت هذه الوحدات تدريبات مكثفة من قبل القوات الخاصة الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية.
التحديات الأمنية المستمرة
رغم الهزيمة العسكرية لتنظيم داعش في مارس 2019، لا يزال التنظيم يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة من سوريا والعراق. وتشير التقارير إلى أن خلايا داعش النائمة تقدر بحوالي 10 آلاف مقاتل في سوريا والعراق.
شهد شهر مايو 2025 تصاعداً ملحوظاً في عمليات داعش في جميع أنحاء سوريا، حيث وثق السوري لحقوق الإنسان”>المرصد السوري لحقوق الإنسان 32 هجوماً في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
السياق الجيوسياسي والتطورات الإقليمية
تأتي هذه العملية في ظل تطورات مهمة على الساحة السورية، حيث تسعى الحكومة السورية الانتقالية برئاسة أحمد الشرع إلى تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب.
من جانب آخر، تعمل تركيا على تشكيل تحالف رباعي ضد داعش يضم تركيا والعراق والأردن وسوريا، بهدف منع التنظيم من تهديد المنطقة مجدداً.
التحالف الدولي ومستقبل مكافحة الإرهاب
يواصل التحالف الدولي عمله في مكافحة تنظيم داعش من خلال ستة مطارات في سوريا، منها مطارات “أبو حجر” و”المالكية البلدي” و”روباريا” في محافظة الحسكة. كما تنتشر القوات في المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي.
وتشير التطورات الأخيرة إلى تطور استراتيجية التحالف الدولي لتشمل التعاون المباشر مع السلطات السورية الجديدة، بعد أن كان التعاون مقتصراً على قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق البلاد.
الخلاصة والدلالات
تمثل عملية الباب علامة فارقة في تطور استراتيجية مكافحة الإرهاب في سوريا، حيث تُظهر إمكانية التعاون الفعال بين التحالف الدولي والسلطات السورية الجديدة. وتؤكد نجاح العملية في اعتقال الأمير العراقي على فعالية الجهود الاستخبارية المشتركة في تفكيك الخلايا النائمة لتنظيم داعش.
وفي الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تحولات جيوسياسية مهمة، تبرز أهمية مواصلة الجهود الدولية المنسقة لضمان عدم عودة ظهور التنظيمات الإرهابية، وتعزيز الاستقرار في سوريا والمنطقة ككل.










