يشهد المشهد الدبلوماسي الأوروبي تطوراً مهماً بإعلان فرنسا اعترافها بدولة فلسطين، حيث رحبوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بهذه الخطوة التاريخية، معتبراً إياها تعزيزاً لحل الدولتين وتقوية للموقف الأوروبي الداعم للحقوق الفلسطينية. يأتي هذا الترحيب في سياق جهود مجموعة مدريد بلاس التي تضم دولاً أوروبية وعربية وإسلامية تسعى لتعزيز الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وإحياء حل الدولتين.
الإعلان الفرنسي التاريخي وردود الفعل الأوروبية
تفاصيل القرار الفرنسي
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس 24 يوليو 2025، أن فرنسا ستعترف رسمياً بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل. وقال ماكرون عبر منصة إكس: “وفاءً بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين”.
وحدد ماكرون شروطاً واضحة للاعتراف تشمل نزع سلاح حماس، واعتراف الدولة الفلسطينية الكامل بإسرائيل، وتنفيذ وقف إطلاق النار فوراً، وإطلاق سراح جميع الأسرى. كما أكد أن “السلام ممكن” ودعا إلى “وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وتقديم مساعدات إنسانية ضخمة لشعب غزة”.
الترحيب الإسباني والموقف القيادي
رحب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بحماس بانضمام فرنسا إلى الدول الأوروبية المعترفة بدولة فلسطين. وقال سانشيز في تصريحات رسمية: “علينا أن نعمل معاً لحماية ما يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تدميره، وحل الدولتين هو الخيار الوحيد”.
وأكد سانشيز أن هذا التوجه يعزز فرص السلام في المنطقة، مشدداً على ضرورة العمل المشترك لحماية حل الدولتين. يأتي موقف إسبانيا من منطلق كونها إحدى الدول الرائدة في الاعتراف بفلسطين، حيث اعترفت رسمياً بدولة فلسطين في 28 مايو 2024 إلى جانب أيرلندا والنرويج.
مجموعة مدريد بلاس: منصة التحرك الأوروبي-العربي
تطور وتوسع المجموعة
تلعب مجموعة مدريد بلاس دوراً محورياً في تنسيق الجهود الدولية للاعتراف بفلسطين. تضم المجموعة في عضويتها إسبانيا وتركيا والنرويج وسلوفينيا وأيرلندا، بالإضافة إلى فلسطين والسعودية والأردن ومصر وقطر والبحرين.
وشهدت المجموعة توسعاً ملحوظاً مؤخراً، حيث انضمت إليها دول أوروبية كبرى مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال، بالإضافة إلى البرازيل. وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إن عدد الدول في مجموعة مدريد بلاس تضاعف، مؤكداً وجود “عضلات دبلوماسية كبيرة اليوم”.
أهداف واستراتيجيات المجموعة
تهدف المجموعة إلى تعزيز الدعم الدولي للاعتراف بدولة فلسطين، والتأكيد على حل الدولتين كخيار وحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. كما تركز على وقف العنف الإسرائيلي في غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون شروط ودون سيطرة إسرائيلية.
وأكد ألباريس أن “الصمت عن مواصلة إسرائيل قتل الفلسطينيين المدنيين الأبرياء هو تواطؤ”، داعياً إلى تعليق الاتحاد الأوروبي اتفاقية الشراكة مع إسرائيل فوراً، وتطبيق حظر أسلحة أكثر فعالية.










