في ظل تصاعد الانتقادات الدولية بشأن تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، طلبت الحكومة الإسرائيلية من الإمارات والأردن استئناف عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية فوق القطاع، وفقا لما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية.
وذكرت التقارير أن إسرائيل تأمل في أن يقود الأردن الموجة الأولى من عمليات الإنزال الجوي، على غرار ما جرى في المراحل الأولى من الحرب، وذلك في محاولة للتخفيف من تداعيات الأزمة الغذائية المتفاقمة التي تواجه السكان في القطاع المحاصر منذ أكثر من 21 شهرا.
وفي سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه سيسمح للدول الأجنبية ببدء إسقاط المساعدات جوا فوق قطاع غزة اعتبارا من الجمعة، حسبما نقلت إذاعة الجيش عن مصدر عسكري كبير.
وأضاف المصدر: “عندما تريد الأمم المتحدة التحرك، فهي قادرة على ذلك. فبعد الانتقادات الموجهة إليها هذا الأسبوع، بدأت فجأة في نقل مئات الشاحنات، رغم ادعائها سابقا بأنها غير قادرة على ذلك”.
“لا مجاعة ولكن الوضع خطير”
ورغم نفي وجود مجاعة في غزة، أقر الجيش الإسرائيلي بأن الوضع الغذائي في القطاع بلغ “مرحلة حرجة”، مؤكدا أنه يعمل “بشكل مكثف” مع المنظمات الإنسانية الدولية للحفاظ على توازن الأمن الغذائي.
وقال الجيش إن أزمة الجوع الحالية لا ترتبط بتدهور كبير في الوضع الغذائي مقارنة بالمراحل السابقة من الحرب، بل بسبب “الاهتمام الإعلامي الذي تسلطه حماس على هذه القضية في خضم مفاوضات وقف إطلاق النار”.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن نحو 900 شاحنة مساعدات متوقفة حاليا على الجانب الفلسطيني من الحدود حصلت على موافقته، داعيا الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية إلى تسريع إيصالها إلى نقاط التوزيع داخل غزة.
ضغط دولي متصاعد
تأتي هذه التطورات في وقت تتعرض فيه إسرائيل لضغوط دولية متزايدة بشأن مسؤوليتها عن تدهور الوضع الإنساني، خاصة بعد تحذيرات منظمات أممية من مجاعة وشيكة تهدد أرواح مئات الآلاف من المدنيين، لا سيما في شمال القطاع.
وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى وجود عراقيل كبيرة أمام دخول المساعدات، رغم تعهدات إسرائيلية بتسهيل حركة الإغاثة. وتتهم منظمات حقوقية الجيش الإسرائيلي باستخدام الحصار الغذائي كوسيلة ضغط في الحرب المستمرة منذ قرابة عامين.










