وصفت مصادر سورية لـ المنشر الاخباري اتفاق بين سلطة أحمد الشرع وإسرائيل ينزع السيادة السورية على مناطق واسع في الجنوب السوري، وهو ما يضعها تحت الحماية الإسرائيلية ويعتبر أول تنازل من نوعه في تاريخ سوريا الحديث.
وأوضح المصادر أت اتفاق مبدئي بين سلطة الشرع وإسرائيل يعيد ترتيب المشهد الأمني في جنوب سوريا، وينزع السيادة السورية في مناطق مثل السويداء، ودرعا، والقنيطرة، والجولان.
وعقد اجتماع سري وغير مسبوق في العاصمة الفرنسية باريس، يوم الخميس، ضم وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الإسرائيلي رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية، برعاية أمريكية مباشرة، وبحضور المبعوث الأمريكي الخاص توماس باراك.
باراك يؤكد التفاهم ويصف المحادثات بـ”الناجحة”
في أول تعليق رسمي، قال المبعوث الأمريكي باراك في منشور على منصة “إكس”:”هدفنا كان فتح قنوات حوار وخفض التصعيد، وقد نجحنا في تحقيق ذلك تحديدا. جميع الأطراف أكدت التزامها بمواصلة هذه الجهود.”
تفاصيل الاتفاق: انسحاب سوري وفصائل محلية بإشراف أمريكي
وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، تتضمن بنود الاتفاق النقاط التالية:
خروج القوات الحكومية السورية بالكامل من محافظة السويداء.
انسحاب فوري لقوات العشائر وقوات الأمن العام إلى ما بعد القرى الدرزية.
تشكيل مجالس محلية من أبناء السويداء لتقديم الخدمات، دون تدخل من مؤسسات الحكومة السورية.
منع دخول أي مؤسسة أو منظمة رسمية تابعة لدمشق إلى السويداء، مع السماح فقط لمنظمات الأمم المتحدة.
نزع السلاح من مناطق درعا والقنيطرة، مع تشكيل لجان أمنية محلية من السكان بدون أسلحة ثقيلة.
تسليم ملف التوثيق الحقوقي للانتهاكات في السويداء للجانب الأمريكي، مع تقارير دورية ترفع إلى واشنطن.
تواصل مباشر بين لجان محلية في الجنوب وإسرائيل، مع بنود خاصة تتعلق بـ”حماية طائفة الموحدين الدروز”.
خسارة سيادة أم تهدئة مشروطة؟
وتقل المصادر إن ما تم التوصل إليه يعد عمليا تنازلا واضحا عن السيادة السورية لصالح إدارة أمنية وعسكرية بديلة، بموافقة ضمنية من حكومة دمشق. فقد وصفت أوساط سياسية سورية هذا التطور بأنه “نزع للغطاء الرسمي عن الجنوب السوري”.
بينما اعتبر رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري، أن الحكومة السورية “الخاسر الأكبر بالكامل من هذا الاتفاق”.
وأضاف عبد الرحمن:”ما حصل ليس إلا نتيجة تراكم سنوات من الجرائم والتمييز الطائفي والانتهاكات، وقد يكون أقصى ما كسبته دمشق هو تفادي المحاكمة الدولية، بمساعدة أمريكية مؤقتة”.
قلق حقوقي: هل يستخدم ملف الانتهاكات كورقة تفاوض؟
عبر المرصد السوري ومراقبون حقوقيون عن مخاوفهم من أن يتحول ملف التحقيق في مجازر السويداء إلى مجرد أداة ضغط سياسي بيد الأمريكيين والإسرائيليين، دون أي نية حقيقية لتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، خاصة أن بعض الضحايا يحملون جنسيات أجنبية، منها أمريكية وفرنسية.
وطالب المرصد بإحالة هذا الملف إلى لجان تحقيق دولية مستقلة، وليس الاكتفاء بإشراف أمريكي قد يخضع للمساومات السياسية.
إسرائيل تعود إلى الجنوب… من بوابة الدبلوماسية
في الوقت الذي تعد فيه هذه الخطوة سابقة دبلوماسية بين دمشق وتل أبيب، يرى محللون أن هذا الاتفاق لا ينهي الحرب، بل يعيد صياغة أدوار اللاعبين في الجنوب السوري، وسط غياب واضح للشفافية، وتوجس كبير من استغلال الأوضاع الإنسانية والحقوقية لأهداف إقليمية أبعد من مجرد “خفض التصعيد”.










