عُقد مؤتمر “التعاون الوطني لإنقاذ إيران” يوم السبت 26 يوليو 2025 في مدينة ميونيخ الألمانية برئاسة رضا بهلوي، نجل آخر شاه إيراني. وصف المنظمون هذا المؤتمر بأنه “التجمع الأكبر والأكثر تنوعاً للمعارضين وجماعات المعارضة للجمهورية الإسلامية” من أجل “اغتنام الفرصة من أجل التغيير الديمقراطي في إيران.
حضر المؤتمر
شارك إيراني من خلفيات متنوعة، بما في ذلك أحزاب سياسية، ومنشقين ونشطاء إيرانيين بارزين، ورجال أعمال، وأكاديميين، وفنانين، ورياضيين. وأكد بهلوي أن هذا التحالف “الأكثر تنوعاً على الإطلاق ضد نظام الجمهورية الإسلامية” يضم مجموعة واسعة من الأشخاص “من اليسار إلى اليمين، ومن الملكيين إلى الجمهوريين، فضلاً عن ممثلي مختلف الأعراق والأديان في إيران”.
الإعلان عن شبكة المنشقين داخل النظام
في إعلان مثير، كشف رضا بهلوي أن ما لا يقل عن 50 ألف مسؤول حكومي وقوات عسكرية في الجمهورية الإسلامية انضموا إلى حملة “التعاون الوطني” للمساعدة في الإطاحة بالحكومة.
وأوضح بهلوي في مقابلة مع موقع “بوليتيكو” أن “هذه المنصة التي أُطلقت قبل شهر، تهدف إلى تسهيل التواصل مع عناصر من الجيش، وقوات الحرس الثوري، وأجهزة الأمن الإيرانية، ممن قد يلعبون دورًا محوريًا في إسقاط المرشد الأعلى علي خامنئي”.
وأضاف بهلوي: “ثمة عشرات الآلاف، والتقديرات الأخيرة تشير إلى أكثر من 50 ألفاً، وربما العدد أكبر. الأرقام تزداد أسبوعياً”، مؤكداً أن فريقه يعطي أولوية قصوى للتواصل مع “العناصر المفتاحية” داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية.
المبادئ الأساسية للمؤتمر
اتفق المشاركون في المؤتمر على ثلاثة مبادئ رئيسية: الحفاظ على وحدة أراضي إيران،ودعم الحريات الفردية والمساواة بين جميع المواطنين، وفصل الدين عن الدولة
رسائل الدعم البارزة
في رسالة صوتية وجهتها إلى المؤتمر، أكدت الملكة فرح بهلوي، زوجة الشاه الإيراني السابق، على حق الشعب الإيراني في “الحرية والازدهار والفخر” وأعلنت دعمها لنضال الشعب من أجل الحرية. وقالت: “إن تضحيات وإخلاص شعبكم من أجل تحقيق الحرية والحقوق المفقودة تستحق التقدير، وأنا أدعمكم والثورة الوطنية الإيرانية”.
رسالة جوجوش
في رسالة فيديو من مؤتمر ميونيخ، دعت جوجوش، المغنية الإيرانية المشهورة، إلى بذل جهود لإنعاش إيران، ووصفت إيران بأنها “أمٌّ مجروحة” تحتاج إلى شفاء. وقالت: “إيران جريحة، ويجب علينا أن نعيد السعادة إلى هذه الأم الجريحة”.
مشاركات بارزة في المؤتمر
وقال علي رحناما في المؤتمر: “نريد تشكيل تحالف جديد قائم على الاحترام”.
كما حذّر دانيال إيلخانيبور في مؤتمر ميونيخ من أن على إيران الاختيار بين الحرية ودكتاتورية أكثر وحشية، وقال إن الوقت قد حان لاختيار مصير البلاد.
وقال الناشط السياسي بيجان كيان في المؤتمر: “لقد سمع العالم الحر صرخة الحرية للشعب الإيراني”، مضيفاً: “لا يمكن لأي جماعة أو أيديولوجية بمفردها إنقاذ إيران”. وأكد كيان: “نحن مستعدون لأن نكون جزءا من الحل، وليس جزءا من المشكلة”.
فيما دعا مصطفى بابايان، ممثل “جمعية طياري القوات الجوية للجيش الإمبراطوري الإيراني”، القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية إلى الانضمام إلى الأمة الإيرانية في مؤتمر “التعاون الوطني لإنقاذ إيران”.
دعم من السجناء السياسيين
أعلن عدد من السجناء السياسيين في رسالة صوتية من سجن طهران الكبير دعمهم لمؤتمر “التعاون الوطني لإنقاذ إيران”، مما يؤكد على امتداد الدعم للمؤتمر حتى داخل السجون الإيرانية.
رؤية بهلوي للمستقبل
أوضح رضا بهلوي أن “الهدف هو إظهار، أكثر من أي وقت مضى، أن هناك تحالفًا متنامٍ من الأفراد ذوي التفكير المماثل الراغبين في العمل معًا؛ تحالف متنوع، وربما يكون أكبر تجمع من نوعه، يمثل جميع الاتجاهات في السياسة الإيرانية”.
وفي مقابلة مع قناة إيران الدولية في الأول من يوليو، أعلن بهلوي أن وقت الانتفاضة النهائية ضد الجمهورية الإسلامية سيأتي قريبا ويجب على الشعب الإيراني أن يكون مستعدا لذلك.
السياق التاريخي
يأتي هذا المؤتمر في سياق تاريخي مهم، حيث لم تشهد المعارضة الإيرانية تجمعاً بهذا الحجم والتنوع منذ الثورة الإيرانية عام 1979. ويعكس المؤتمر محاولة جدية لتوحيد صفوف المعارضة الإيرانية المنقسمة تاريخياً، والتي تضم تيارات سياسية متنوعة من اليسار إلى اليمين، ومن الملكيين إلى الجمهوريين.
كما يأتي المؤتمر في وقت تشهد فيه إيران تحديات داخلية متزايدة، من الاحتجاجات الشعبية المستمرة إلى الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، إضافة إلى التوتر الإقليمي المتصاعد مع إسرائيل والدول الغربية.










