وجه الرئيس الإريتري أسياس أفورقي اتهامات مباشرة لكل من الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل بالضلوع في تأجيج الصراع المستمر في السودان، متهما البلدين بلعب دور “محوري” في زعزعة الاستقرار الإقليمي، إضافة إلى دعم حزب الازدهار الحاكم في إثيوبيا بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد.
وفي مقابلة مطولة بثها التلفزيون الحكومي الإريتري واستمرت نحو 90 دقيقة، خصص أفورقي أكثر من 30 دقيقة للحديث عن الأزمة السودانية، متهما الإمارات بأنها “تقود حالة عدم الاستقرار في المنطقة”، ضمن ما وصفه بـ”مشروع للسيطرة على البنية التحتية للموانئ على طول البحر الأحمر”.
وقال أفورقي إن “هناك شبكة من المصالح الأجنبية التي تسعى لتفتيت السودان وتقويض سيادته”، متهما الولايات المتحدة وفرنسا أيضا بالتورط في دعم التحالفات الإقليمية التي تسعى لتوسيع نفوذها، وعلى رأسها حزب الازدهار الإثيوبي، الذي وصفه بأنه “أداة لتنفيذ أجندات خارجية”.
تصعيد في الخطاب الإريتري
وتعد هذه التصريحات من أفورقي من أشد الانتقادات التي يوجهها علنا ضد دول كانت على علاقة تعاون اقتصادي أو أمني بإريتريا في فترات سابقة، خصوصا الإمارات التي استخدمت ميناء عصب الإريتري في عملياتها العسكرية خلال الحرب في اليمن.
ويأتي هذا التصعيد في الخطاب الإريتري وسط تدهور مستمر في الأوضاع بالسودان، حيث تتصاعد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط اتهامات متبادلة بتلقي الدعم من أطراف خارجية.
خلفية
الرئيس الإريتري، المعروف بمواقفه الحادة تجاه القوى الغربية وبعض دول الخليج، سبق أن وجه انتقادات للدور الدولي في القرن الأفريقي، مشددا على ضرورة “الاعتماد على الحلول الإقليمية والمحلية” دون تدخل خارجي.
ويذكر أن العلاقات بين إريتريا وإثيوبيا شهدت تقاربا مفاجئا في عام 2018 بعد عقود من العداء، إلا أن التوترات تجددت لاحقا على خلفية الصراع في إقليم تيغراي، حيث اتهمت القوات الإريترية بالتدخل العسكري إلى جانب القوات الإثيوبية.
تصريحات أفورقي الأخيرة تفتح الباب أمام مزيد من التوتر الإقليمي، في وقت يشهد فيه القرن الأفريقي تصاعدا في التنافس الدولي على النفوذ والموارد والموانئ الاستراتيجية.










