في تطور مهم على الساحة السياسية اليمنية، كشف مصدر مطلع عن قرار مرتقب بإجراء تغييرات شاملة تطال مجلس القيادة الرئاسي ورئاسة البرلمان والحكومة. يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه اليمن تحديات سياسية واقتصادية معقدة، وتتزايد الدعوات لإصلاحات جذرية في بنية المؤسسات الحكومية.
الأسماء المرشحة لرئاسة مجلسفقاً للمصدر المطلع، فإن حمود خالد ناجي الصوفي يُعد المرشح الأبرز لتولي منصب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وهو سياسي مخضرم شغل العديد من المناصب الحكومية الرفيعة. كما يتضمن التشكيل المقترح نائبين لرئيس المجلس، هما محمود أحمد سالم الصبيحي وأحمد علي عبدالله صالح.
يُعتبر حمود الصوفي من الشخصيات السياسية البارزة في اليمن، حيث وُلد عام 1959 في محافظة تعز، وحصل على شهادة ليسانس شريعة وقانون من جامعة صنعاء. تدرج في المناصب الحكومية، حيث انتُخب عضواً في مجلس النواب عن الدائرة 37 بمديرية شرعب السلام للفترة 1997-2003، وشغل منصب وزير الخدمة المدنية والتأمينات في مايو 2003، ثم محافظاً لمحافظة تعز حتى أبريل 2012.
وفي نوفمبر 2014، تم تعيين الصوفي رئيساً للجهاز المركزي للأمن السياسي. وقد عُرف عنه بقربه من الثقافة والشعر، حيث له عدة قصائد منشورة، وحظي بثقة واسعة بين النخب السياسية والثقافية اليمنية.
نائبا رئيس مجلس القيادة المرشحان
أما بالنسبة للنائبين المرشحين، فيأتي في المقدمة الفريق الركن محمود أحمد سالم الصبيحي، المولود عام 1948 في منطقة هويرب بمديرية المضاربة في محافظة لحج. يُعد الصبيحي من أبرز القادة العسكريين اليمنيين، حيث تولى عدة مناصب مهمة منها قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، ووزير الدفاع في حكومة خالد بحاح عام 2014.
حصل الصبيحي على بكالوريوس علوم عسكرية من الكلية العسكرية بعدن عام 1976، وماجستير علوم عسكرية من أكاديمية فرونزي في الاتحاد السوفيتي خلال الفترة 1978-1982. وقد رُقي إلى رتبة فريق ركن في مايو 2024 من قبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وعُين مستشاراً لرئيس مجلس القيادة الرئاسي لشؤون الدفاع والأمن في مايو 2024.
والمرشح الثاني لمنصب نائب رئيس مجلس القيادة هو أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح. وقد شهدت الأشهر الأخيرة تحركات دبلوماسية مكثفة من قبل أحمد علي، حيث بدأ مباشرة مهام منصب جديد رشحته له المملكة العربية السعودية، وذلك بعد رفع مجلس الأمن الدولي العقوبات المفروضة عليه.
التشكيل المقترح لرئاسة البرلمان والحكومة
وفيما يتعلق برئاسة البرلمان، يُعد محسن علي عمر باصره المرشح الأبرز لتولي هذا المنصب. باصره هو عضو حالي في هيئة رئاسة مجلس النواب اليمني، وقد لعب دوراً مهماً في إدارة شؤون البرلمان، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن.
على صعيد رئاسة الحكومة، يُرشح أحمد صالح العيسي كأبرز المرشحين لهذا المنصب. العيسي هو رجل أعمال بارز وسياسي يمني مؤثر، يرأس مجموعة العيسي التجارية ويشغل منصب نائب مدير مكتب رئيس الجمهورية. يُعتبر العيسي من أقوى الشخصيات اليمنية وأكثرها ثراءً، وقد لعب دوراً محورياً في دعم الحكومة اليمنية خلال الأزمة الحالية.
التشكيل المقترح لنواب رئيس الوزراء
أما بالنسبة لمنصبي نائبي رئيس الوزراء، فيُرشح فضل محمد حسين الجعدي لمنصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية. الجعدي هو شخصية سياسية جنوبية بارزة، شغل منصب محافظ الضالع سابقاً، وهو عضو في هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي والأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس.
عُرف الجعدي بمواقفه الحازمة في مكافحة الفساد ونقده للأداء الحكومي، حيث طالب في عدة مناسبات بتحسين الخدمات ومحاسبة المسؤولين عن التقصير. كما لعب دوراً مهماً في الدفاع عن القضية الجنوبية وحقوق أبناء الجنوب.
ويُرشح محمد عبدالله محمد القوسي لمنصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، وهو شخصية أمنية وعسكرية ذات خبرة واسعة في هذا المجال.
السياق السياسي للتغييرات المرتقبة
تأتي هذه التغييرات المرتقبة في ظل تحديات جسيمة تواجه اليمن على عدة مستويات. فعلى الصعيد الاقتصادي، تشهد البلاد انهياراً في قيمة العملة المحلية وتوقف صادرات النفط، مما أدى إلى أزمة معيشية حادة. كما تواجه الحكومة صعوبات في دفع رواتب الموظفين وتقديم الخدمات الأساسية.
وعلى الصعيد السياسي، يشهد مجلس القيادة الرئاسي الحالي انتقادات واسعة بسبب عدم فعاليته في إدارة الأزمة وتحقيق الأهداف المرجوة منه. فقد أُشير إلى أن المجلس يفتقر إلى استراتيجية موحدة للعمل ويعاني من خلافات داخلية تحد من قدرته على اتخاذ قرارات حاسمة.
مغادرة العليمي لعدن والمشاورات السعودية
في تطور لافت، غادر رئيس مجلس القيادة الرئاسي الحالي الدكتور رشاد العليمي العاصمة المؤقتة عدن يوم الخميس 24 يوليو 2025، متوجهاً إلى العاصمة السعودية الرياض. وتأتي هذه الزيارة لإجراء مشاورات مع الشركاء الإقليميين والدوليين بشأن تطورات الأوضاع في اليمن والمنطقة.
ووفقاً لمصادر رسمية، تهدف المشاورات إلى حشد الدعم السياسي والاقتصادي لمساندة الحكومة في الإيفاء بالتزاماتها، وفي المقدمة دفع رواتب الموظفين وتأمين السلع والخدمات الأساسية وتحسين وضع العملة الوطنية.
التحديات الأمنية والعسكرية
تواجه اليمن تحديات أمنية معقدة، حيث تستمر المواجهات مع جماعة الحوثي في عدة جبهات. كما تشهد بعض المحافظات توترات أمنية، مثل الاشتباكات التي شهدتها محافظة السويداء مؤخراً والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى.
وفي هذا السياق، يُنظر إلى ترشيح شخصيات عسكرية مثل محمود الصبيحي كنائب لرئيس مجلس القيادة ومحمد القوسي كنائب لرئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، على أنه محاولة لتعزيز الجانب العسكري والأمني في إدارة الأزمة اليمنية.
التغييرات الحكومية السابقة
شهدت الحكومة اليمنية عدة تغييرات في الأشهر الأخيرة، حيث تم تعيين سالم بن بريك رئيساً للوزراء في مايو 2025 خلفاً لـأحمد بن مبارك الذي قدم استقالته. كما شهدت عدة وزارات تعديلات وتعيينات جديدة في إطار محاولات إصلاح الأداء الحكومي.
الموقف الإقليمي والدولي
تحظى التطورات في اليمن باهتمام إقليمي ودولي واسع، خاصة من قبل دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات. وقد أكدت المملكة العربية السعودية دعمها المستمر للشرعية اليمنية وجهود استعادة الاستقرار.
كما تواصل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي دعم الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، مع التأكيد على أهمية تعزيز مؤسسات الدولة وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
تحديات التطبيق والتنفيذ
رغم الإعلان عن هذه التغييرات المرتقبة، تواجه عملية التطبيق عدة تحديات، منها الحاجة إلى توافق سياسي واسع بين مختلف القوى والمكونات اليمنية. كما تتطلب هذه التغييرات موافقة الأطراف الإقليمية والدولية الداعمة للشرعية اليمنية.
بالإضافة إلى ذلك، تحتاج هذه التغييرات إلى إطار قانوني ودستوري واضح، خاصة فيما يتعلق بآليات انتقال السلطة وتوزيع الصلاحيات بين المؤسسات المختلفة.










