قال فرهاد شامي، مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إن القوات لعبت دورا أساسيا في وقف المجازر التي شهدتها محافظة السويداء والساحل السوري، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة طلبت من قسد التدخل للمساعدة في احتواء الوضع، في خطوة تؤكد على ما وصفه بـ”الدور الوطني والإنساني” الذي تضطلع به القوات في حماية مكونات الشعب السوري.
وفي مقابلة خاصة مع قناة “روناهي”، أوضح شامي أن الهجوم على السويداء “كان منسقا” وأسفر عن مجازر بحق المدنيين من المكونين الدرزي والعلوي، معتبرا أن ما جرى “امتداد لعمليات إبادة ممنهجة” شهدتها مناطق الساحل في وقت سابق. وأشار إلى أن اتفاق العاشر من مارس آذار لعب دورا محوريا في وقف هذه الهجمات، بالتوازي مع تحرك قوات قسد بناء على طلب من واشنطن.
لا تخلي عن السلاح.. ولا مساومة على المبادئ
أكد شامي أن قوات سوريا الديمقراطية ترفض تسليم سلاحها، موضحا أن “أي محاولة لنزع السلاح ستستخدم ضدنا في وقت لاحق”، في إشارة إلى انعدام الضمانات الأمنية تجاه المكونات التي تمثلها قسد، خاصة في شمال وشرق سوريا. كما حذر من وجود محاولات لـ”خلق الفتنة وزعزعة الاستقرار” في تلك المناطق.
وأوضح أن التفاوض مع الحكومة الانتقالية السورية مستمر يوميا، مشددا على أن “المشاركة في الحوار تنبع من كون قسد قوة فاعلة على الأرض”، لكنها لن تساوم على مبادئ الإدارة الذاتية ولا على مشروعها السياسي.
انضمام مشروط للجيش السوري الوطني
وفي تحول لافت، أبدى شامي استعداد قوات سوريا الديمقراطية للانضمام إلى أي جيش وطني سوري مستقبلي، بشرط “احترام خصوصية قسد ومبادئها”، مضيفا: “لا يمكن أن يكون هناك جيشان في بلد واحد، لكن لا يمكن كذلك إلغاء طرف رئيسي مثلنا”.
واعتبر أن دمج قسد ضمن هيكلية جيش وطني جديد سيحدث “تحولا إيجابيا في المشهد السوري”، داعيا إلى بناء دولة تقوم على التعددية والهوية الوطنية المشتركة، بعيدا عن مفهوم “الدولة بلون واحد”.
العشائر أساس قسد.. وداعش يعيد تنظيم صفوفه
في ما يخص التماسك الداخلي، شدد شامي على أن العشائر العربية والكردية والسريانية تمثل العمود الفقري لقسد وللإدارة الذاتية، وأن التنسيق بين مختلف المكونات في شمال وشرق سوريا في أفضل حالاته.
وحذر من أن تنظيم داعش أعاد تنظيم صفوفه في بعض المناطق السورية، وأكد أن الشراكة مع التحالف الدولي لا تزال قائمة، وأن هناك محادثات جارية لشن عمليات جديدة بالتعاون مع دمشق والتحالف لضرب خلايا التنظيم.
علاقات إيجابية مع أمريكا وفرنسا.. وترحيب بدور باراك
رحب شامي بالدور الأمريكي والفرنسي في دعم مسار الحل السياسي في سوريا، مشيرا إلى أن اللقاء الأخير بين القائد العام لقسد مظلوم عبدي والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك ركز على ملف السويداء.
وأكد أن المبعوث الأمريكي “شاطر قسد الرأي بخصوص ضرورة دمجها في مستقبل الجيش السوري، وفق خصوصيتها الأمنية والسياسية”، ما يعكس دعما متزايدا لهذا الطرح من بعض العواصم الغربية.










