أفادت تقارير ميدانية أن مقاتلي حركة الشباب يقتربون بسرعة من بلدة محس الاستراتيجية في منطقة هيران، وسط الصومال، بعد سلسلة من الانتصارات في كل من موقوري، أدن يابال، غوماري، وتاردو. ويثير هذا التقدم مخاوف من احتمال سقوط محس في قبضة الجماعة المتشددة، مما يشكل تهديدا مباشرا لقوات الأمن والجهود المحلية الرامية إلى دحر المسلحين.
ويتقدم المسلحون من عدة محاور، في حملة عسكرية تبدو منظمة تهدف إلى تطويق البلدة التي كانت مركزا رئيسيا لحشد العشائر ضد حركة الشباب خلال هجوم عام 2022. وقد أعرب الحاكم السابق لهيران، علي عثمان جيتي، عن قلقه حيال الوضع الأمني المتدهور، خلال تواجده مؤخرا في إثيوبيا، محذرا من عواقب وخيمة إذا استمرت الحكومة في تجاهل نداءات الدعم.
كما يقترب المسلحون من وابهو في إقليم غالغادود من الشمال، في حين اخترقوا جبهات رئيسية انطلاقا من موقوري وهابينو، ما يشير إلى استراتيجية محكمة للسيطرة على محس.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تراجع دور الميليشيات العشائرية المعروفة بـ”ماكاويسلاي”، التي أوقفت عملياتها الهجومية نتيجة نقص الدعم الحكومي. وفي هذا السياق، ناشد جيتي القوات الصومالية الإقليمية المتمركزة في إثيوبيا التدخل لإنقاذ الموقف في هيران.
وقد فتحت البلدة أمام خطر السقوط بعد انسحاب بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الصومال (AUSSOM)، حيث كانت القوات الإثيوبية تتولى مسؤوليتها قبل تقليص أعدادها بشكل ملحوظ.
ويعد سقوط بلدة موكوري، في وقت سابق من الشهر الماضي، نقطة تحول درامية أدت إلى تقويض دفاعات الحكومة والميليشيات المتحالفة معها، مما سمح لحركة الشباب بإعادة السيطرة على أراض كانت القوات الصومالية قد حررتها خلال الهجوم الواسع عام 2022.
وتواجه الحكومة الصومالية انتقادات متزايدة بسبب تركيزها على الصراعات السياسية الداخلية بدلا من دعم العمليات العسكرية ضد حركة الشباب. ويتهم الرئيس حسن شيخ محمود بتحويل الموارد نحو مشاريع تعديل دستوري على حساب مواجهة التهديدات الأمنية المتفاقمة.
وتقاتل حركة الشباب، المرتبطة بتنظيم القاعدة، للإطاحة بالحكومة الفيدرالية المدعومة من الأمم المتحدة، وسط تصاعد واضح في عملياتها العسكرية وتراجع الدعم المحلي والدولي لقوات الأمن الصومالية.










