شنت صحيفة هسبريس المغربية هجومًا لاذعًا على النظام الجزائري، واصفة إياه بأنه يعيش “في عزلة خانقة وهزائم دبلوماسية متلاحقة”، وسط استمرار النجاحات التي تحققها الدبلوماسية المغربية في ملف الصحراء، وخاصة خلال شهر يوليو/تموز 2025.
وقالت الصحيفة إن النظام العسكري الجزائري “تعرّق بشدة طوال شهر يوليو، ليس فقط بسبب موجة الحر التي ضربت منطقة المتوسط، بل نتيجة الهزائم المتوالية التي يتجرعها على الصعيد الدبلوماسي والسياسي”، مشيرة إلى أن الرباط حصدت في الفترة ذاتها سلسلة من المكاسب الإقليمية والدولية.
دعم متصاعد لمقترح الحكم الذاتي
ومن أبرز هذه المكاسب، وفق هسبريس، الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما إلى المغرب، والتي أعلن خلالها دعمه لمقترح الحكم الذاتي، ما وصفته الصحيفة بأنه “تآكل تدريجي لجدار الدعم التقليدي للانفصاليين داخل جنوب إفريقيا”.
كما أشارت إلى اعتراف مقدونيا الشمالية بالمقترح المغربي، إضافة إلى تجديد غامبيا دعمها لمغربية الصحراء، فيما شكّل اعتراف البرتغال الرسمي بمبادرة الحكم الذاتي “صفعة موجعة للنظام الجزائري”، خاصة بالنظر إلى مكانة البرتغال كشريك استراتيجي للمغرب في تنظيم مونديال 2030، وكقوة تاريخية في أوروبا والمتوسط.
اختناق سياسي واقتصادي في الجزائر
ووصفت الصحيفة الوضع في الجزائر بأنه “اختناق سياسي ودبلوماسي”، مضيفة أن المفوضية الأوروبية أطلقت خلال يوليو “إجراء تحكيم رسمي ضد الجزائر” بسبب خرقها لاتفاق الشراكة الموقع عام 2005، ما يزيد من عزلة النظام على الساحة الأوروبية.
كما سخر التقرير من تحركات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في روما، معتبرًا زيارته الأخيرة “محاولة يائسة للبحث عن الأوكسجين السياسي عبر اتفاقيات اقتصادية وظهور إعلامي”، وأبرزت أن الجزائر قدمت شركة سوناطراك كورقة ضغط لتأكيد أنها “المورّد الأول للغاز إلى إيطاليا”، رغم أن ورقة الطاقة لم تعد، بحسب الصحيفة، فعالة في التأثير على مواقف العواصم الكبرى.
الصحيفة: الجزائر “تحج إلى الفاتيكان” للخروج من العزلة
ووصفت هسبريس زيارة تبون إلى روما بـ”الحج إلى الفاتيكان”، معتبرة أن النظام الجزائري لم يبق أمامه سوى البحث عن وساطات أوروبية لإنقاذ اتفاقياته المجمدة مع الاتحاد الأوروبي، في ظل تآكل نفوذه الإقليمي وتورطه – وفق تعبيرها – في تغذية النزاعات في إفريقيا ومنطقة الساحل.
وختمت الصحيفة مقالها بالقول إن “النظام العسكري الجزائري يبحث عن إكسير الحياة عبر الشيكات والرموز التاريخية المُختلقة، في غياب أي مشروع حضاري حقيقي”، معتبرة أن عزلته هي نتيجة طبيعية لسياسته الخارجية، ودعمه المتواصل للانفصال في المنطقة.










