أفرجت السلطات التركية، الإثنين 28 يوليو 2025، عن عبد المعين محمد كحال، المعروف بلقبه الحركي “أبو العبد أشداء”، بعد اعتقال دام نحو سنتين بتهم مرتبطة بـ“الإرهاب” لم يُحاكم عليها رسميًا، في أول قرار من نوعه بعد سيطرة أحمد الشرع على السلطة في دمشق ديسمبر 2024.
خطوة الإفراج أعادت الرجل، الذي يُعد أحد أكثر القادة إثارة للجدل في الفصائل الجهادية السورية، إلى الواجهة مجددًا، وطرحت تساؤلات حول أسباب احتجازه وانعكاسات خروجه على ديناميات المعارضة السورية وموقف أنقرة من الملف الأمني في سوريا.
مسار الإفراج ورحلة العودة
أكدت مصادر ميدانية لعنب بلدي ومجموعات “واتساب” محلية أنّ “أبو العبد” خرج من أحد مراكز الاحتجاز التركية صباح الإثنين، وتوجّه فورًا إلى معبر “الحمام” الحدودي قرب جنديرس شمالي حلب للانتقال إلى مناطق المعارضة. الشرعي السابق في “تحرير الشام”، أبو يحيى الشامي، غرّد عبر منصة “إكس” قائلًا: “الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، خرج أخونا أبو العبد أشداء من سجون تركيا بعد صبرٍ طويل”.
مصدر عسكري سابق في “تحرير الشام” أوضح أنّ القيادي لم يمثل أمام محكمة تركية طوال فترة سجنه، وأن التهمة ظلّت “إرهاب” دون لائحة اتهام تفصيلية.
خلفية الاعتقال
اعتُقل أبو العبد في 13 يونيو 2023 عند نقطة “التبصيم” داخل الجانب التركي من معبر باب السلامة بينما كان متجهًا إلى أداء فريضة الحج برفقة والدته، التي سُمح لها بالمرور دون عوائق. الطبيب والناشط محمود السايح اعتبر حينها أنّ “السماح له بدخول عشرة أمتار ثم توقيفه بلا أمر قضائي يمثّل اعتقالًا أمنيًا”. مطالبات الإفراج عنه تصاعدت عبر بيانات وقعها أطباء ومعلمون وحقوقيون في ريف حلب، دعت أنقرة إلى إطلاق سراحه “دون قيد أو شرط”.
من هو أبو العبد أشداء؟
قيادي سابق في “هيئة تحرير الشام” التي حُلّت نهاية 2024.
قاد قطاع حلب العسكري وانتقد قيادة الجولاني في فيديو “كي لا تغرق السفينة” 2019.
اعتقله الأتراك بباب السلامة أثناء توجهه للحج 2023.
تفاصيل الإفراج ورحلة معبر الحمام
مصادر محلية أوضحت أنّ أبو العبد توجّه إلى معبر الحمام قرب جنديرس فور خروجه، تمهيدًا للعودة إلى ريف حلب. الشرعي السابق في الهيئة، أبو يحيى الشامي، بارك خروجه عبر منصة “إكس”.
ردود فعل الناشطين وخبراء الأمن
الناشط محمود السايح اعتبر الاعتقال السابق “تغييرًا حاسمًا في سياسة تركيا تجاه السوريين”.
محللون يرون الإفراج “خطوة لبناء الثقة” مع السلطة الانتقالية في دمشق بعد حل الهيئة.
سياق العلاقات التركية-السورية
إعادة فتح معبر الحمام التجاري الشهر الماضي وتزايد الاتصالات بين أنقرة والحكومة الانتقالية يشيران إلى مرحلة تعاون أمني واقتصادي جديد، قد يشمل تسويات مع شخصيات جهادية سابقة.
ما التالي؟
إمكانية تقييد تحركات أبو العبد داخل تركيا وسوريا.
تنامي مطالب الإفراج عن معتقلين مماثلين.
اختبار قدرة الحكومة الانتقالية على دمج قادة سابقين ضمن مؤسسات رسمية.










