أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الخميس، أن الجيش الإسرائيلي شن سلسلة من الغارات الجوية على مواقع تابعة لـ”حزب الله” اللبناني في وادي البقاع شرقي لبنان وجنوب البلاد، مستهدفا ما وصفه بـ”أكبر منشأة لتصنيع صواريخ دقيقة تابعة للحزب”، في تصعيد جديد يهدد اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر الماضي.
أكبر منشأة لتصنيع الصواريخ في لبنان
وقال كاتس في بيان رسمي:”قواتنا استهدفت منشأة رئيسية لإنتاج الصواريخ الدقيقة في وادي البقاع، وهي أكبر مصنع أسلحة لـ’حزب الله’ في لبنان، جرى استهدافه عدة مرات سابقا، حتى بعد وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024″.
وأضاف:”أي محاولة من جانب حزب الله لإعادة بناء قدراته أو تهديد إسرائيل ستقابل بقوة لا هوادة فيها”، في إشارة إلى ما وصفه بمساعي الحزب لاستعادة قدراته العسكرية بعد الخسائر التي مني بها خلال العام الماضي.
غارات على مواقع إنتاج وتخزين متفجرات
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الجيش نفذ “سلسلة غارات في البقاع وجنوب لبنان استهدفت بنى تحتية لإنتاج وتخزين وسائل قتالية استراتيجية”.
وأوضح أدرعي أن الغارات استهدفت:بنية لإنتاج المتفجرات التي تستخدم في تطوير الأسلحة.
موقعا تحت الأرض مخصصا لإنتاج وتخزين الصواريخ والذخائر.
وأكد المتحدث باسم الجيش أن هذه المواقع شهدت “أعمال ترميم” من قبل حزب الله، معتبرا ذلك “خرقا واضحا للتفاهمات بين لبنان وإسرائيل”، على حد وصفه.

وقف إطلاق النار.. ولكن!
جدير بالذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، بعد أكثر من عام على اندلاع المواجهات على الحدود، عقب فتح الحزب “جبهة دعم لقطاع غزة”.
ورغم الاتفاق، لم تستكمل إسرائيل انسحابها من خمس نقاط استراتيجية في جنوب لبنان كان من المفترض إخلاؤها بحلول 26 يناير 2025، مبررة استمرار وجودها العسكري هناك بـ”حماية مستوطنات الشمال”.

خلفية سياسية ومفاوضات معلقة
وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون قد صرح في وقت سابق هذا الشهر بأنه أجرى اتصالات مع حزب الله لحل ملف سلاح الحزب وضبط الأوضاع على الحدود، في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي على لبنان للالتزام بتعهداته وفق قراري مجلس الأمن 242 و338.

تهديدات متبادلة واستمرار التوتر
يرى مراقبون أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة تمثل تصعيدا مباشرا في ظل الجمود السياسي والأمني على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، ما يعكس هشاشة تفاهمات وقف إطلاق النار، ويزيد من احتمالات اندلاع مواجهة أوسع في حال استمرار العمليات العسكرية.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه المخاوف الإقليمية والدولية من انفجار جبهة الشمال مجددا، وسط تبادل للاتهامات بين إسرائيل وحزب الله حول من يخرق التفاهمات، بينما يدفع المدنيون في الجنوب اللبناني الثمن الأكبر.










