اندلعت غضي شعبي واسع في مصر ضد حركة حماس، الأربعاء 30 يوليو 2025، إثر إصدار لجنة الطوارئ المركزية في قطاع غزة بياناً وصفت فيه البيانات المصرية الرسمية حول إدخال المساعدات الإنسانية بأنها “لا تعكس الواقع إطلاقاً ومجرد تجميل للصورة”، مما أثار غضباً مصرياً واسعاً وردود فعل حادة من مسؤولين وإعلاميين مصريين.
بيان حماس المثير للجدل
أصدرت لجنة الطوارئ المركزية في غزة بياناً قالت فيه إن البيانات الإعلامية الصادرة عن جهات رسمية مصرية بشأن المساعدات الإنسانية والإخلاء الطبي من القطاع “لا تعكس الواقع الميداني، بل تساهم في تضليل الرأي العام وتجميل صورة التقصير” تجاه سكان غزة.
وأوضحت اللجنة أن ما يُعلن عنه من دخول مئات الشاحنات يومياً عبر معبر رفح لا يستند إلى وقائع فعلية على الأرض، مشيرة إلى أن الجهات المحلية، بما فيها البلديات، ترصد تدفقاً محدوداً وبطيئاً للمساعدات لا يلبي الحد الأدنى من متطلبات الحياة.
الاتهامات المحددة
اتهمت اللجنة مصر بـ“صناعة وهم التضامن” من خلال نشر بيانات غير دقيقة، ووصفت خدمات الإخلاء الطبي بأنها “تُنفذ عبر آليات معقدة وبطيئة تُشبه المهانة الجماعية”. كما شددت على رفضها “استخدام اسم غزة أو معاناة سكانها كغطاء لتقارير إعلامية لا تعكس الحقيقة”.
الغضب المصري والردود الحادة
هجوم أحمد موسى المباشر
تصدر الإعلامي أحمد موسى المشهد بهجوم مباشر عبر منصة “إكس”، قائلاً: “لصوص حماس يهاجمون مصر لأن المساعدات المصرية تدخل مباشرة لأهل غزة ولا تسلم لحماس”. وأضاف أن لجنة الطوارئ في غزة تطالب مصر بإعلان أعداد الشاحنات وتزعم أن بيانات مصر غير دقيقة أو وهمية.
وأكد موسى أن “كل البيانات المصرية دقيقة وتستند لتنسيق يومي بين الهلال الأحمر المصري والفلسطيني”، مشيراً إلى أن مصر أدخلت منذ أكتوبر 2023 نحو 35 ألف شاحنة مساعدات بوزن يصل إلى نصف مليون طن.
انتقادات الخبير الأمني خالد عكاشة
وجه الخبير الأمني والاستراتيجي خالد عكاشة انتقاداتحادة لحماس، واصفاً تصريحاتها بأنها “محاولة فاضحة لتكذيب الرواية المصرية” و“أمر مزرٍ ومؤسف”. وقال عكاشة: “أنا في حالة غضب شديد، وصلت إلى لوم نفسي على عشرات الأيادي البيضاء التي قدمتها مصر للفلسطينيين طوال العامين الماضيين”.
وأضاف أن “ما تقوله حماس من تصريحات وأرقام غير واقعي، بل كذب صريح ومفضوح”، معتبراً أن الدولة المصرية بقيت وحدها “لتحمل كل اللوم والكذب”.
رد البرلماني مصطفى بكري
علق عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري عبر منصة “إكس” بسلسلة من التساؤلات الاستنكارية حول حجم المساعدات التي قدمتها مصر لغزة ودور القاهرة في دعم غزة سياسياً وإنسانياً. وأشار بكري إلى جلسة مطولة جمعته بخليل الحية منذ شهور، استمع خلالها إلى “تقدير لموقف مصر وقيادتها السياسية”.
الموقف الرسمي المصري
صمت رسمي مؤقت
لم تعلق القاهرة رسمياً على بيان لجنة الطوارئ حتى الآن، لكن مصدراً مصرياً مطلعاً أبدى “دهشته من إقدام حماس على مثل هذه التصريحات”، خاصة أن قيادات الحركة “على معرفة واسعة بدور القاهرة” في المفاوضات.
وأكد المصدر أن “مصر لا تقبل أبداً التشكيك في دورها وموقفها الثابت في دعم القضية الفلسطينية، والعمل من أجل وقف الحرب وإدخال المساعدات”.
بيان وزارة الخارجية السابق
سبق أن أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً “تستهجن فيه الدعاية المغرضة والكاذبة التي تستهدف تشويه دور مصر الداعم للقضية الفلسطينية”، مؤكدة أن مشكلة معبر رفح موجودة في الجانب الفلسطيني الذي تحتله إسرائيل.
الواقع الميداني المتضارب
رواية حماس عن الوضع
أفادت قناة الحدث أن حماس تحدثت عن دخول 109 شاحنات إلى قطاع غزة، لكنها أشارت إلى أن هذه المساعدات سقطت في المناطق الحمراء التي يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي، مما يجعل الحصول على هذه المساعدات أمراً صعباً جداً.
وقال الصحفي محمد حمو من غزة إن المساعدات لا تلبي احتياجات المواطنين لأن الغزيين يحتاجون إلى حوالي 600 شاحنة يومياً لسد بعض احتياجاتهم، مقابل العدد القليل الذي يدخل فعلياً.
مشكلة النهب والسرقة
أكد الصحفي أن عمليات السرقة والنهب والسطو على الشاحنات من قبل عشرات الآلاف من المواطنين لا تزال مستمرة، وأن إسرائيل تتعمد إذلال المواطنين الغزيين من خلال دخول الشاحنات بشكل عشوائي دون ترتيب منظم.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن ما دخل في يوم واحد لا يتعدى 87 شاحنة مساعدات، وقد تعرضت غالبيتها للنهب والسرقة بفعل الفوضى التي يكرسها الاحتلال الإسرائيلي عمداً.










