أثار تعيين خوان كارلوس فلوريان، الممثل السابق للأفلام الإباحية، وزيراً للمساواة في كولومبيا جدلاً واسعاً في البلد ذي الأغلبية الكاثوليكية، في خطوة تأتي وسط تغييرات متكررة في حكومة الرئيس اليساري غوستافو بيترو التي شهدت مرور أكثر من 50 وزيراً منذ توليه السلطة قبل ثلاث سنوات.
من الإباحية إلى النشاط السياسي
يُعتبر خوان كارلوس فلوريان شخصية مثيرة للجدل، حيث عمل سابقاً كممثل في الأفلام الإباحية وكعامل جنس ومنتج للمحتوى الإباحي المثلي. ومع ذلك، فإن خلفيته تتجاوز هذا الماضي بكثير، إذ يتمتع بخبرة تزيد عن 20 عاماً في العمل مع منظمات التعاون الدولي، وقد شغل منصب موظف حكومي سابقاً. كما أنه ناشط معروف في مجال حقوق المثليين ودافع عن حقوق الفئات المهمشة.
وزارة المساواة: التأسيس والتحديات
تم إنشاء وزارة المساواة في عام 2023 كجزء من الوعود الانتخابية لنائبة الرئيس فرانسيا ماركيز، التي تُعتبر أول امرأة ذات بشرة سمراء تشغل منصب نائب الرئيس في تاريخ كولومبيا. الهدف من هذه الوزارة هو ضمان وصول الفئات الأكثر هشاشة وضعفاً إلى البرامج الاجتماعية الحكومية، وتعزيز المساواة والعدالة الاجتماعية.
تولت ماركيز الوزارة في البداية، لكنها استقالت في فبراير الماضي بعد خلافات مع الرئيس بيترو، ونددت بوجود “عنصرية” داخل الحكومة. خلفها في المنصب كارلوس روسيرو، الذي واجه بدوره اتهامات من الرئيس بمحاولة إقالة فلوريان الذي كان يشغل آنذاك منصب نائب الوزير.
دفاع فلوريان عن مؤهلاته
رداً على الجدل المثار حول تعيينه، أوضح فلوريان في مقابلة صحفية في يناير الماضي أنه “أكثر من مجرد ممثل للأفلام الإباحية”، مشيراً إلى خبرته الواسعة في العمل مع منظمات التعاون الدولي والخدمة الحكومية. وقدم الرئيس بيترو الوزير الجديد بوصفه ممثلاً إباحياً سابقاً عمل معه عندما كان عمدة لبوغوتا.
التغييرات المتكررة في الحكومة الكولومبية
يأتي هذا التعيين في سياق التغييرات المتكررة التي تشهدها حكومة الرئيس غوستافو بيترو، حيث مر أكثر من 50 وزيراً عبر مجلس الوزراء منذ توليه السلطة قبل ثلاث سنوات. هذا المعدل المرتفع من التغييرات الوزارية يعكس التحديات السياسية التي تواجه أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا الحديث.
الأزمات الحكومية المتتالية
شهدت حكومة بيترو أزمات متعددة أدت إلى تعديلات وزارية واسعة. في فبراير 2025، طلب الرئيس من جميع وزرائه تقديم استقالاتهم بعد اجتماع حكومي متوتر استمر أكثر من خمس ساعات وتم بثه على الهواء مباشرة. كان السبب في هذه الأزمة تعيينات مثيرة للجدل، بما في ذلك تعيين أرماندو بينيديتي رئيساً للمكتب الرئاسي، رغم اتهامات تتعلق بالعنف المنزلي والتحقيق في تمويل الحملة الانتخابية.
في أبريل 2023، أجرى بيترو تعديلاً وزارياً شمل سبعة وزراء بعد اعتراض أفراد في ائتلافه الحكومي على مشاريع إصلاح طرحها. وقد واجه الرئيس صعوبات في تمرير مشاريع القوانين في الكونغرس، مما دفعه إلى إنهاء التحالفات مع الأحزاب التقليدية الرئيسية.
التحديات السياسية والاجتماعية
يسعى بيترو، الذي انتُخب في يونيو 2022 كأول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا، إلى تنفيذ برنامج إصلاحي طموح يشمل إصلاحات في مجالات الصحة والتعليم والعدالة الاجتماعية. ومع ذلك، واجه معارضة من القطاعات المحافظة والتقليدية في البلاد، بالإضافة إلى تحديات في تنفيذ وعوده الانتخابية.
ردود الفعل الدولية والمحلية
أثار تعيين فلوريان ردود فعل متباينة، حيث رحبت جماعات حقوق الإنسان الدولية بالقرار باعتباره علامة فارقة في التمثيل في أمريكا اللاتينية. من ناحية أخرى، أثار الأمر جدلاً واسعاً في كولومبيا، البلد ذي الأغلبية الكاثوليكية المحافظة، حيث يرى منتقدون أن ماضيه الإباحي قد يطغى على جدية الدور الذي سيتولاه.










