الأجهزة الأمنية المصرية تعتقل البلوجر سوزي الأردنية من مسكنها في القاهرة الجديدة
أثار خبر اعتقال البلوجر الشهيرة “سوزي الأردنية” ضجة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن ألقت الأجهزة الأمنية المصرية القبض عليها من داخل مسكنها بالقاهرة الجديدة على إثر عدة بلاغات تم تقديمها ضدها، وذلك في إطار متابعة السلطات للمحتوى المنشور على منصات التواصل الاجتماعي.
التفاصيل الكاملة للاعتقال الأخير
تمكنت قوات الأمن بمديرية أمن القاهرة من ضبط التيك توكر والبلوجر سوزي الأردنية، واسمها الحقيقي مريم محمد أيمن، بعد ظهورها في مقطع فيديو وُصف بالمسيء لإحدى الشركات الشهيرة في مجال التوظيف. وجاء الاعتقال بناءً على بلاغات رسمية قدمتها الشركة المذكورة، والتي اتهمت فيها سوزي الأردنية والشخص الذي ظهر معها بالإساءة إليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
قررت نيابة أمن الدولة العليا حبس البلوجر مريم محمد، المعروفة باسم “سوزي الأردنية”، لمدة 15 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات، بتهم شملت الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
طبيعة الاتهامات والمحتوى المثير للجدل
استند البلاغ الرئيسي المقدم ضد سوزي الأردنية إلى ظهورها في إعلان ترويجي لإحدى شركات التوظيف، حيث ظهرت برفقة شخص يرتدي الزي الخليجي ويتحدث بلهجة خليجية، تبين لاحقاً أنه شخص مصري ينتحل صفة خليجي. الإعلان كان يدعو الفتيات من سن 21 إلى 30 سنة للتقدم لوظائف في الخارج بشروط مغرية، مثل توفير إقامة فندقية وسيارات فاخرة من نوع رانج روفر، دون الحاجة إلى خبرة أو مؤهلات تعليمية.
أثار هذا الإعلان شكوك السلطات حول وجود شبهة اتجار بالبشر، خاصة أنه يتشابه مع قضايا سابقة مثل قضية البلوجر حنين حسام التي تمت إدانتها بتهم مماثلة. وتقدم المحامي أيمن محفوظ ببلاغ رسمي إلى وزارة الداخلية المصرية يتهم فيه سوزي الأردنية بالاتجار بالبشر، مستنداً إلى المادة 93 من الدستور المصري وقانون رقم 64 لسنة 2010 الذي يجرم جميع أشكال الاتجار بالبشر.
تاريخ من القضايا القانونية
هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها سوزي الأردنية مشاكل قانونية، حيث تُعتبر هذه القضية الثالثة التي يتم اتهامها فيها. سبق أن واجهت اتهامات بسب والدها على الهواء المباشر في إحدى البرامج التلفزيونية وعلى السوشيال ميديا، واستغلال شقيقتها من ذوي الهمم في التربح من منصات التواصل الاجتماعي.
صدر ضدها حكم بالحبس لمدة سنتين وتغريمها 300 ألف جنيه، لكن محكمة مستأنف الطفل قررت إلغاء عقوبة الحبس والاكتفاء بالغرامة المالية، معتبرة أنها من مواليد 2006 وتُعتبر “طفلة” وليس لديها إرادة كاملة.
ردود الفعل والتفاعل العام
أثار اعتقال سوزي الأردنية جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض لطريقة التعامل مع صانعي المحتوى المثير للجدل. بعض النشطاء انتقدوا شدة الإجراءات المتخذة ضدها، مشيرين إلى أنها “مجرد بنت بتعمل إعلانات بتاكل بها عيش وعملت إعلان للشركة هي لا تعرف مين صاحبها”.
من جهة أخرى، رأى آخرون أن الإجراءات ضرورية لحماية المجتمع من المحتوى الذي قد يضر بالقيم الاجتماعية أو يروج لأنشطة غير قانونية.
تفاصيل الساعات الأولى للاعتقال
وفقاً لمصادر أمنية، دخلت سوزي الأردنية في حالة من الانهيار والبكاء داخل قسم شرطة المطرية بعد توقيفها، خاصة أن اعتقالها تزامن مع أول ليالي شهر رمضان المبارك. كانت تأمل أن تقضي هذه الليلة وسط أسرتها، خصوصاً إلى جانب شقيقتها المريضة ووالدتها.
رددت سوزي باكية: “عايزة أروح لأهلي.. أنا أول مرة أبعد عنهم في رمضان، وأختي وحشتني.. عايزة أشوفها”. وأبدت ندمها الشديد على المشاركة في الإعلان، قائلة: “أنا ندمانة والله.. مكنتش أعرف إن ده هيحصل لي.. حد ضحك عليا، ومعنديش خبرة في الإعلانات”.
موقف الأسرة والدفاع القانوني
صرح والد سوزي الأردنية لوسائل الإعلام بأنه تواصل مع محامٍ شهير وطلب منه الدفاع عن ابنته في التهم الجديدة الموجهة إليها. وأضاف: “أكيد فيه حاجة غلط، لأن بنتي أخذت إخلاء سبيل من القضية، ليه يتم حجزها ثم عرضها على نيابة أمن الدولة العليا”.
من جانبه، أوضح المحامي إسلام شريف، دفاع البلوجر، أن حبس موكلته ليس له علاقة بالدعوى المقامة من الشريك الأجنبي لإحدى الشركات بسبب الإعلان عن وظائف، فقد حصلت على إخلاء سبيل فيها بعد تقديم ما يثبت عدم ارتباطها بالواقعة.










