قالت حركة الشباب الصومالية، المرتبطة بتنظيم القاعدة، إنها قتلت أكثر من 20 جنديًا أوغنديًا وأصابت 34 آخرين، في هجوم مباغت شنّته يوم الجمعة ضد قوات الاتحاد الأفريقي في بلدة باريري الاستراتيجية، جنوب غرب العاصمة مقديشو، في واحدة من أعنف الاشتباكات منذ أسابيع.
العملية التي تنفذها قوات الدفاع الشعبي الأوغندية (UPDF)، العاملة ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي للدعم والاستقرار في الصومال (AUSSOM)، تأتي في إطار حملة عسكرية أوسع تهدف إلى استعادة مناطق سيطرت عليها الحركة خلال الشهور الماضية. وقد تم دعم هذه العملية بغارات جوية مكثفة شنتها طائرات أمريكية وتركية بدون طيار، ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من البلدة، بحسب تقارير ميدانية.
تفاصيل الكمين:
ووفقًا لبيان أصدرته حركة الشباب، فإن عناصرها نصبوا كمينًا محكمًا للقوات الأوغندية فور دخولها باريري، ما أدى إلى تدمير خمس مركبات مدرعة على الأقل، وإجبار الوحدات المهاجمة على الانسحاب بعد ساعات من الاشتباك العنيف.
مصادر مستقلة تؤكد الخسائر
أشارت مصادر استخباراتية مفتوحة، منها حساب “المراقب العسكري”، إلى خسائر مماثلة في الأرواح والعتاد، مما يعزز صحة مزاعم الحركة المسلحة. ولم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من قبل بعثة ATMIS أو الحكومة الفيدرالية الصومالية بشأن نتائج الاشتباك أو ما إذا كانت البلدة قد أُعيدت فعليًا إلى سيطرة الحكومة.
أهمية باريري الاستراتيجية
بلدة باريري تُعد من النقاط الحيوية جنوب غرب العاصمة، نظرًا لربطها الطرقية بمحافظات جنوب الصومال وموقعها الحاسم على نهر شبيلي. وكانت البلدة قد سقطت في يد حركة الشباب خلال شهر رمضان الماضي، ضمن سلسلة هجمات مباغتة نفذتها الجماعة المسلحة، والتي أسفرت عن تعزيز سيطرتها في الجنوب.
تقدم بطيء وتكلفة باهظة
على الرغم من استعادة القوات الأوغندية لبلدة سابيد القريبة الشهر الماضي، إلا أن التقدم في الحملة العسكرية يبدو بطيئًا ومكلفًا، في ظل استعادة المتمردين لبعض المناطق في هجمات مضادة لاحقة.
دلالات عسكرية وأمنية
يقول محللون إن استعادة بلدات باريري وسابيد وأودهيغلي تُعد ضرورية لإحباط أي تقدم محتمل للمتمردين نحو مقديشو، حيث تُمثل هذه المدن مفاتيح استراتيجية تتيح السيطرة على الجسور الحيوية والطرق التي تربط العاصمة بمعاقل الشباب في الجنوب.
ورغم الدعم الجوي الدولي، فإن خسائر القوات الأوغندية في الأرواح والعتاد تعكس حجم التحدي الذي لا تزال تمثله حركة الشباب للمشهد الأمني الهش في الصومال، وتؤكد أن الجماعة لا تزال تحتفظ بقدرة قتالية عالية، تمكنها من الصمود والمباغتة رغم الضغوط العسكرية المستمرة.










