الصين تختبر جيوش الذكاء الاصطناعي: الجيش الشعبي الصيني يدخل عصر الأسلحة المستقلة
بدأت الصين فعليًا مرحلة جديدة من التطوير العسكري بإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي والأسلحة المستقلة في مناوراتها العسكرية، حيث أظهرت مناورات “التنين الذهبي 2024” قدرات متقدمة للروبوتات القتالية والطائرات المسيّرة بالذخيرة الحية.
الروبوتات القتالية تقود المشاة في المناورات الحية
خلال التمارين العسكرية المشتركة بين الصين وكمبوديا ضمن مناورات “التنين الذهبي 2024″، استعراضجيش التحرير الشعبي الصيني كلابًا روبوتية مسلحة ببنادق آلية قادرة على تنفيذ مهام هجومية واستطلاعية. هذه الروبوتات التي يصل وزنها إلى 50 كيلوغرامًا قادت وحدات المشاة في هجمات محاكية على مباني تحتوي على “إرهابيين وهميين”.
أوضح الجندي الصيني تشين وي أن هذه الأنظمة الروبوتية “يمكنها أن تصبح عضوًا جديدًا في عملياتنا القتالية الحضرية، لتحل محل أعضائنا البشريين في القيام بالاستطلاع وتحديد العدو وضرب الهدف”. تستطيع هذه الكلاب الروبوتية العمل لمدة تصل إلى أربع ساعات متواصلة.
تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة في الخدمة العسكرية
تستخدم القوات المسلحة الصينية نوعين من الكلاب الروبوتية: الأول يزن 15 كيلوغرامًا ومصمم لمهام الاستطلاع، مزود بنظام استشعار رباعي الأبعاد فائق الاتساع، والثاني يزن 50 كيلوغرامًا ومجهز ببندقية هجومية للعمليات القتالية المباشرة. كلا النوعين قادر على إرسال بيانات الاستطلاع في الوقت الفعلي إلى مراكز القيادة.
طورت الصين أيضًا شبكة 5G عسكرية محصنة قادرة على ربط ما يصل إلى 10,000 روبوت في نفس الوقت، مما يمكن جميع الروبوتات العسكرية الصينية من التواصل والتنسيق في الهجمات عبر مسافات شاسعة.
أسراب الطائرات المسيّرة والأسلحة المستقلة
في إطار استراتيجية “الحرب الذكية” التي يتبناها جيش التحرير الشعبي، كشفت الصين عن أكبر حاملة طائرات مسيّرة في العالم، الطائرة “جيو تيان” التي تزن 11 طنًا ويمكنها حمل 100 طائرة مسيّرة أصغر بوزن إضافي يبلغ 6.6 طن لمسافة تصل إلى 7,000 كيلومتر.
هذه التطورات تأتي ضمن خطة الصين لنشر أسلحة ذكية مستقلة بالكامل بحلول عام 2026، حيث يتوقع الخبراء أن تتمكن الصين من إنتاج آلات قتالية مستقلة في غضون عامين.
التداعيات الاستراتيجية والأمنية
يحذر خبراء الدفاع من أن سرعة التطوير الصيني في مجال الأسلحة المستقلة تفوق الولايات المتحدة بأربعة إلى خمسة أضعاف. فرانسيس توسا، المحلل الدفاعي الرائد، أكد أنه “لن يتفاجأ إذا رأينا آلات مستقلة تخرج من الصين خلال عامين”.
هذه التطورات تطرح تساؤلات أخلاقية وقانونية حول استخدام الأسلحة المستقلة. ستيف غوس، مدير حملات الأسلحة في هيومن رايتس ووتش، أشار إلى أن “الصين للأسف تبدو وكأنها تتقدم بسرعة نحو الحصول على روبوتات قاتلة”.
الاستجابة الدولية والسباق التكنولوجي
في مواجهة التقدم الصيني، بدأت الولايات المتحدة برنامج “المكرر” (Replicator) الذي يهدف إلى نشر آلاف الأنظمة المستقلة في مجالات متعددة خلال 18-24 شهرًا القادمة. كما بدأت قوات مشاة البحرية الأمريكية اختبار كلاب روبوتية مسلحة.
أعلنت شركة Google مؤخرًا رفع القيود على تطوير الذكاء الاصطناعي للتطبيقات العسكرية، مما يعكس إدراك الشركات الخاصة لضرورة تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية المستقبلية.
مستقبل الحرب الذكية
تشير التطورات الصينية إلى دخول العالم مرحلة جديدة من “الحرب الذكية” حيث تلعب الآلات دورًا محوريًا في العمليات العسكرية. هذا التحول يعيد تشكيل ديناميكيات القوة العالمية ويفرض على القوى العسكرية الأخرى إعادة النظر في استراتيجياتها الدفاعية.
الخبراء يحذرون من أن انتشار هذه التقنيات قد يؤدي إلى سباق تسلح في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يتطلب وضع معايير دولية لضمان الاستخدام المسؤول لهذه الأسلحة المتطورة.











