شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تصعيداً عسكرياً جديداً بعد هجوم واسع شنّته قوات الدعم السريع، وفقاً لبيانات صادرة عن الجيش السوداني والقوة المشتركة للحركات المسلحة. وتزامن الهجوم مع تفاقم الأوضاع الإنسانية في المدينة، التي تعاني من حصار طويل وانهيار في الخدمات الأساسية.
وأكدت قيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة للقوات المسلحة في بيان صحفي أنها تمكنت، بالتعاون مع القوة المشتركة، من صدّ الهجوم الذي وقع يومي الجمعة والسبت على محوري المدينة الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي. وأوضح البيان أن القوات الحكومية كبّدت المهاجمين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، حيث تم تدمير عدد من العربات القتالية وحرقها.
وفي تطور لافت، اتهمت القوة المشتركة قوات الحركة الشعبية – شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، بالمشاركة في الهجوم، واعتبرت ذلك تطوراً خطيراً من شأنه تعقيد الوضع الميداني وزيادة رقعة المواجهات المسلحة.
وأشارت بيانات الجيش إلى أسر عدد من عناصر الدعم السريع خلال المعارك، من بينهم جنود أجانب، وأكدت أن من بين القتلى قائدًا عسكريًا يحمل الجنسية الكولومبية. كما تم تداول مقاطع فيديو على منصات تابعة لمؤيدي الجيش تظهر ما قيل إنهم مقاتلون كولومبيون تم أسرهم أثناء القتال.
ويثير ظهور مقاتلين أجانب في صفوف الدعم السريع، بحسب محللين، تساؤلات حول مصادر الدعم الخارجي والتعقيدات الإقليمية والدولية المتزايدة في النزاع السوداني المستمر منذ أكثر من عام.
ويأتي هذا التصعيد العسكري وسط تحذيرات منظمات إنسانية من كارثة إنسانية وشيكة في الفاشر، مع ازدياد أعداد النازحين وندرة الغذاء والدواء.










