في أول رد رسمي من أحد كبار مسؤولي الحرس الثوري الإيراني على الانتقادات الشعبية والسياسية بشأن غياب الدعم الروسي والصيني لإيران خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوما، أكد يد الله جواني، نائب المدير السياسي للحرس الثوري، أن طهران لم تطلب أي تدخل عسكري من حلفائها، وأن الاتفاقيات الموقعة مع موسكو وبكين لا تتضمن أي التزام بالدفاع المتبادل.
وقال جواني، في مقطع فيديو نشر عبر موقع مكتب الشؤون السياسية التابع للحرس الثوري، إن “سؤالا طرح خلال فترة الحرب، خاصة من قبل الشباب: إذا كنا نملك عقودا استراتيجية طويلة الأمد مع الصين وروسيا، فلماذا لم يقدما لنا المساعدة؟”
لا التزام دفاعي في الاتفاقات
وأوضح المسؤول العسكري أن طبيعة العقود – التي تشمل اتفاقية تعاون لمدة 25 عاما مع الصين وأخرى لمدة 20 عاما مع روسيا – تركز على مجالات مثل التعاون الاقتصادي، ونقل التكنولوجيا، وشراء وبيع المعدات العسكرية، لكنها لا تتضمن بنودا للدفاع المتبادل، كما هو الحال في التحالفات العسكرية التقليدية مثل “الناتو”.
وأضاف: “لدينا اتفاقية تعاون عسكري مع روسيا، لكن هذا لا يعني أننا التزمنا بخوض حرب معها عندما دخلت الحرب في أوكرانيا، والعكس صحيح… الأمر يتعلق بتعاون، لا بتحالف عسكري شامل”.
انتقادات شعبية وضغوط داخلية
جاءت هذه التصريحات ردا على تصاعد الانتقادات في الداخل الإيراني، وخصوصا على وسائل التواصل الاجتماعي، بشأن موقف موسكو وبكين الذي وصفه كثيرون بـ”الحيادي” خلال الهجمات الأميركية والإسرائيلية على المنشآت العسكرية والنووية الإيرانية في الأسابيع الماضية.
ورغم أن روسيا وصفت الضربات الأميركية بأنها “عدوان غير مبرر”، ودعت الصين إلى “ضبط النفس” و”الحوار”، لم تقدم أي من الدولتين دعما عسكريا أو لوجستيا فعليا لطهران، وهو ما اعتبره البعض في الداخل خذلانا واضحا لحليفهم الإقليمي.
رويترز: طهران غير راضية عن موسكو
وكانت وكالة رويترز قد نقلت في تقرير بتاريخ 2 يوليو/تموز، عن مصادر إيرانية، أن القيادة في طهران غير راضية عن مستوى الدعم الروسي خلال الحرب، وأنها تسعى إلى تحرك أكثر فعالية من موسكو في حال تصاعد التهديدات مستقبلا.
تحالفات استراتيجية أم علاقات مصالح؟
تثير تصريحات جواني تساؤلات أوسع حول طبيعة العلاقات التي تربط إيران بالقوى الكبرى مثل روسيا والصين. فرغم الخطاب الرسمي الذي يروج لـ”شراكات استراتيجية”، يبدو أن تلك العلاقات محكومة بـمصالح ظرفية وتكتيكية أكثر منها التزامات استراتيجية حقيقية.
ويرى مراقبون أن هذا التصريح العلني من مسؤول رفيع في الحرس الثوري يعد إقرارا ضمنيا بأن إيران تفتقر لحلفاء موثوقين في أوقات الحرب، ما يزيد من العزلة الجيوسياسية التي تواجهها طهران في مواجهة خصومها الإقليميين والدوليين.










