أطلقت حكومة أرض الصومال (صوماليلاند) تحذيرات شديدة اللهجة بشأن تداعيات رفع مجلس الأمن الدولي حظر الأسلحة المفروض منذ عقود على الصومال، مؤكدة أن القرار أدى إلى “نتائج كارثية” على المستوى الإقليمي، أبرزها تصاعد العنف، وانتشار السلاح، وتغذية الإرهاب والحرب العشائرية.
وفي بيان رسمي صدر عقب اجتماع طارئ لمجلس وزراء أرض الصومال، أعلنت السلطات أنها أبلغت الأمم المتحدة وعددًا من الشركاء الدوليين أن الأسلحة التي تدفقت إلى الصومال بعد رفع الحظر، باتت تصل الآن إلى أيدي ميليشيات متطرفة وعشائرية، ما تسبب في “إراقة دماء وانفلات أمني واسع” في أجزاء متعددة من البلاد.
وأكدت حكومة أرض الصومال أنها ترى في هذه التطورات تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة، محملة الحكومة الفيدرالية في مقديشو مسؤولية “تصعيد التوترات العشائرية وتمكين الجماعات الإرهابية من التسلح”.
وشككت الحكومة في نوايا مقديشو بعد إعلان الأخيرة عن إنشاء إدارة اتحادية جديدة في مدينة لاس عانود المتنازع عليها، والتي تعتبرها أرض الصومال “جزءًا لا يتجزأ من سيادتها التاريخية”. وأشارت إلى أن الخطوة تهدف إلى “فرض واقع سياسي جديد عبر زعزعة الاستقرار في المنطقة، بدعم خفي من جهات إقليمية ودولية”.
وصرح أحد المسؤولين في وزارة خارجية أرض الصومال قائلًا: “رفع الحظر عن حكومة لا تسيطر على أراضيها، ولا تملك أجهزة أمنية موحدة، هو بمثابة إطلاق رصاصة الفوضى في قلب القرن الأفريقي”.
يُذكر أن مجلس الأمن الدولي رفع الحظر المفروض على الأسلحة في ديسمبر 2023، بهدف دعم الحكومة الصومالية في معركتها ضد حركة الشباب وتنظيم داعش. غير أن هذا القرار قوبل بانتقادات واسعة من منظمات حقوقية وأطراف إقليمية، حذرت من ضعف الرقابة وتفكك المؤسسات الأمنية في الصومال، ما يجعل الأسلحة عرضة لسوء الاستخدام.
وفيما تواصل أرض الصومال التأكيد على استقلالها الذاتي، رغم عدم حصولها على اعتراف دولي رسمي، فإنها ترى في تدفق السلاح إلى جنوب الصومال تهديدًا مزدوجًا لكيانها السياسي والأمني، وتطالب بآلية دولية عاجلة لضبط تدفق الأسلحة ومحاسبة من وصفتهم بـ”المسؤولين عن تسليح الفوضى”.
خلفية:
أعلنت أرض الصومال انفصالها عن الصومال في عام 1991 بعد انهيار الحكومة المركزية في مقديشو. ومنذ ذلك الحين، حافظت على قدر كبير من الاستقرار مقارنة بالصومال الفيدرالي، لكنها لم تحظ باعتراف دولي كدولة مستقلة. وتُعد مدينة لاس عانود مركزًا ساخنًا للنزاع بين الطرفين منذ سنوات.










