تعرضت محافظة السويداء جنوبي سوريا، إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي في عدد من المناطق، بعد استهداف خط التغذية (66 ك.ف) الذي يغذي محطة كهرباء السويداء، في تصعيد جديد يطال البنية التحتية الحيوية في المحافظة.
وقالت مصادر في شركة كهرباء السويداء إن الاستهداف أدى إلى خروج جميع الخلايا المغذاة من المحطة عن الخدمة، ما تسبب بانقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة في السويداء وشهبا.
وأوضحت المصادر أن الورشات الفنية ستباشر أعمال الإصلاح صباح الاثنين، في محاولة لإعادة الخط إلى الخدمة، وسط صعوبات لوجستية وأمنية متزايدة.
من 80 إلى 15 ميغاواط… ثم لا شيء
يذكر أن خط (66 ك.ف) يوفر نحو 15 ميغاواط فقط من التغذية الكهربائية يوميا للسويداء، بعد أن كانت المحافظة تعتمد سابقا على الخط الرئيسي (230 ك.ف) الذي زودها بـ80 ميغاواط يوميا قبل خروجه عن الخدمة في 13 تموز، نتيجة الأضرار الناجمة عن العمليات العسكرية وقصف البنى التحتية، والتي تزامنت مع اجتياح قوات الحكومة الانتقالية للسويداء في 15 تموز الماضي.
الكهرباء للمرافق الحيوية… ولكنها لا تنجو من الاعتداءات
وأشارت المصادر إلى أن الكميات المحدودة المتبقية من الكهرباء تخصص فقط للمرافق الخدمية الأساسية، وعلى رأسها المستشفيات، لكنها هي الأخرى لم تسلم من الاعتداءات المتكررة على خطوط الطاقة.
واتهمت المصادر عناصر في مناطق تسيطر عليها قوات الحكومة الانتقالية بتنفيذ عدد من هذه الاعتداءات، مطالبة بتأمين حماية عاجلة ومستدامة لشبكة الكهرباء والبنية التحتية للطاقة.
أزمة تتفاقم
تأتي أزمة الكهرباء في سياق أزمة إنسانية متراكمة تعصف بمحافظة السويداء، وتشمل النقص الحاد في المياه، الوقود، الخبز، خدمات الاتصالات، وشبكة الإنترنت، وكلها تفاقمت بعد العمليات العسكرية الأخيرة والحصار الذي تبعها.
ويؤثر انقطاع الكهرباء بشكل مباشر على أزمة المياه المتفاقمة، حيث تتوقف المضخات عن العمل في ظل انعدام بدائل حقيقية، مما يهدد بتدهور الأوضاع الصحية والمعيشية لعشرات آلاف السكان.










