يشهد إقليم دارفور في السودان انتشاراً كارثياً لوباء الكوليرا، في ظل الأوضاع الإنسانية المأساوية الناجمة عن الحرب المستمرة منذ أبريل 2023. تركز البؤر الأكثر خطورة في مخيمات النازحين المكتظة بولايات شمال وجنوب وشرق وغرب دارفور، مما يهدد حياة مئات الآلاف من الأطفال والعائلات النازحة.
الإحصائيات المقلقة والانتشار الجغرافي
الأرقام الإجمالية في دارفور
وفقاً لآخر الإحصائيات المتاحة، بلغ العدد التراكمي لحالات الكوليرا في إقليم دارفور أكثر من 3,901 حالة إصابة، بينها 191 حالة وفاة حتى مساء الأحد 3 أغسطس 2025. في ولايات دارفور الخمس مجتمعة، سُجل إجمالي 2,140 حالة إصابة و80 حالة وفاة حتى 30 يوليو 2025.
التوزيع حسب المناطق والمخيمات
شمال دارفور – منطقة طويلة:
3,034 حالة إصابة و62 وفاة منذ بدء التفشي
مخيم دبا نايرة: الأكثر تضرراً مع تركز غالبية الإصابات
منطقة مرتال: سجلت 52 إصابة جديدة مع 3 وفيات و35 إصابة جديدة في الفترة من الخميس إلى السبت
معسكرات جنوب دارفور:
معسكر كلمة: 313 حالة و45 وفاة
معسكر عطاش: 190 حالة و46 وفاة
معسكرات دريج والسلام: حالات إضافية مع ضعف كبير في الاستجابة الصحية
نيالا: ظهور عشرات الحالات مما دفع لإعلان حالة طوارئ صحية
الفئات الأكثر عرضة للخطر
الأطفال في خط الخطر المباشر
تحذر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن أكثر من 640 ألف طفل دون سن الخامسة في شمال دارفور وحدها معرضون لخطر متزايد من العنف والمرض والجوع. في بلدة طويلة وحدها، تم تسجيل أكثر من 1,180 حالة إصابة بالكوليرا، من بينها نحو 300 حالة بين الأطفال، و20 حالة وفاة على الأقل.
النازحون والمشردون
استقبلت منطقة طويلة أكثر من 500,000 نازح فروا من العنف منذ أبريل 2025، معظمهم من الفاشر ومخيماتها (أبو شوك، أبو جا، زمزم، تابت، تمد دحيش، ودار السلام). يعيش هؤلاء النازحون في ظروف مزرية تفتقر لأبسط الخدمات الأساسية.
انهيار البنية التحتية الصحية
يعاني إقليم دارفور من انهيار شبه كامل في النظام الصحي، حيث تم قصف المستشفيات وإغلاق المرافق الصحية القريبة من مناطق الاشتباكات، مما أدى إلى صعوبة الوصول إلى الرعاية الطبية. تواجه المراكز الصحية العاملة نقصاً حاداً في المحاليل الوريدية والإمدادات الطبية.
الأوضاع البيئية والصحية المتدهورة
نقص المياه النظيفة والصرف الصحي حيث انعدام الوصول إلى المياه المأمونة والصرف الصحي وتلوث مصادر المياه بسبب الأمطار الموسمية
وكذلك غياب أنظمة معالجة المياه الفعالة.
الازدحام والظروف المعيشية: حيث المخيمات المكتظة التي تفتقر للخدمات الأساسية،وسوء التغذية الذي يضعف جهاز المناعة.
وكذلك انعدام الغذاء الكافي والمساعدات الإنسانية.
انتشرت الكوليرا في 17 من 18 ولاية سودانية، باستثناء ولاية وسط دارفور فقط. بحلول 11 يوليو 2025، أصاب المرض 87,219 شخصاً وتسبب في وفاة 2,260 شخصاً على مستوى السودان، بمعدل إماتة 2.6%.
نداءات الاستغاثة المحلية
وجهت عدة منظمات محلية نداءات عاجلة للمساعدة.
وقالت منظمة مناصرة ضحايا دارفور نداء إنساني عاجل بشأن تفشي الكوليرا في معسكر مسل للنازحين.
تسجيل 22 حالة إصابة وحالتا وفاة في المعسكر منذ 22 يوليو 2025.
كما أكدت شبكة أطباء السودان تسجيل 39 إصابة مؤكدة و3 وفيات في مخيم مسل.
وطالبت بـالتدخل الفوري والعاجل من الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية.










