في تصعيد جديد ضمن جهودها لمكافحة التدخلات السيبرانية الأجنبية، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الاثنين 4 أغسطس/آب، عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى كشف أو تحديد هوية أو مكان عناصر مجموعة إلكترونية تعرف باسم “شهيد شوشتري”، وهي وحدة سيبرانية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، يشتبه في تورطها في محاولات التأثير على الانتخابات الأمريكية.
وكتب برنامج “مكافآت من أجل العدالة”، التابع للوزارة، في منشور عبر منصة “إكس” (تويتر سابقا):
“لشهيد شوشتري أسماء كثيرة، لكن عناوينه قليلة. إذا كنتم تعرفون عناوين أخرى، يرجى التواصل معنا.”
من هي مجموعة شهيد شوشتري؟
تعرف المجموعة باسم “شهيد شوشتري”، وهي وحدة إلكترونية تابعة لقيادة الإلكترونيات السيبرانية في الحرس الثوري الإيراني، وتنشط تحت أسماء وشركات واجهة مختلفة، من أبرزها:
“إيليا نت كستار”
“إيمان نت باسارغاد”
وفقا لمصادر في الأمن السيبراني، ومن ضمنها الباحثة ناريمان غريب ومجموعة “لابدوختيغان”، تقوم المجموعة منذ أوائل عام 2024 بجمع بيانات عن ولايات أمريكية رئيسية، كما أرسلت رسائل مباشرة إلى مرشحي مجلس الشيوخ بهدف تعطيل العملية الانتخابية الأمريكية.
قيادة وأسماء بارزة
ويدير هذه المجموعة محمد باقر شيرينكار، المعروف بلقبه “مجتبى طهراني”، ويعمل ضمن قيادة “الغابة” للعمليات السيبرانية في الحرس الثوري. ويرتبط شيرينكار بعلاقات مباشرة مع شخصيات بارزة داخل القيادة السيبرانية، من بينهم:
أمير لشكريان (حميد رضا) – قائد “فيلق الإنترنت”
علي مقدسي حاجي آباد – رئيس المجموعة السيبرانية في الوحدة 300

خلفية من التدخلات الإيرانية السابقة
لطالما كانت قضية تدخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الانتخابات الأمريكية محل نقاش واسع. ففي الانتخابات الماضية، قالت وكالات أمنية أمريكية إن جهات سيبرانية تابعة لطهران أرسلت رسائل إلكترونية تحتوي على معلومات مسروقة من حملة دونالد ترامب إلى مقربين من حملة الرئيس جو بايدن.
وتأتي هذه المكافأة في سياق ضغوط أمريكية متصاعدة، حيث نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) مؤخرا صورا لثلاثة من كبار ضباط الاستخبارات الإيرانية المتورطين في اختطاف العميل الأمريكي المتقاعد روبرت ليفينسون من جزيرة كيش في عام 2007. ومن بين هؤلاء:
رضا أميري مقدم (السفير الحالي لإيران في باكستان)
تقي دانشوار
غلام حسين محمدنيا
وقد أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي عن مكافأتين منفصلتين في هذا السياق:
5 ملايين دولار لمعلومات تؤدي إلى تحديد مصير ليفينسون
20 مليون دولار عبر برنامج مكافآت العدالة لتسليط الضوء على الجهة المسؤولة
رسالة أمريكية صارمة
تأتي هذه الخطوة كجزء من جهود واشنطن للحد من الأنشطة الإلكترونية العدائية التي تستهدف ديمقراطيتها الداخلية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، وسط تحذيرات من “نمط مقلق” من التدخلات الأجنبية، لا سيما من إيران وروسيا والصين.
ويظهر هذا الإعلان أن الولايات المتحدة باتت تعتبر الفضاء السيبراني ساحة مواجهة مباشرة، لا تقل أهمية عن ساحات النزاع التقليدية.










