قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن مصر ستظل بوابة لدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وليست بوابة لتهجير الفلسطينيين، مؤكدا أن ما يشهده القطاع لم يعد صراعا سياسيا بل “حرب إبادة وتجويع ممنهجة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيس السيسي، اليوم الأحد، في قصر الاتحادية بالقاهرة، مع الرئيس الفيتنامي لوونج كوونج، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى مصر.
موقف مصر من الحرب
وأكد السيسي أن مصر تواصل أداء دورها الإيجابي والفاعل في التعامل مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، عبر جهود دبلوماسية وسياسية حثيثة تهدف إلى منع التصعيد وإدخال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني، رغم ما وصفه بـ”الصعوبات والعراقيل”.
وأضاف أن مصر، طوال السنوات الماضية، كانت حريصة على تجنيب القطاع ويلات التصعيد العسكري، قائلا:
“لدينا تقديرات واضحة بأن أي اقتتال ستكون له تأثيرات مدمرة على المدنيين وعلى مستقبل القضية الفلسطينية”.
ووصف الرئيس الوضع الحالي بأنه تجاوز الأهداف السياسية أو الأمنية، مضيفا:”ما يحدث الآن ليس محاولة لتحقيق مكاسب سياسية أو إطلاق سراح رهائن، بل تحول إلى إبادة حقيقية ضد الشعب الفلسطيني”.
نفي الاتهامات وموقف من الحصار
وفي رده على اتهامات بمشاركة مصر في حصار قطاع غزة، شدد السيسي على أن هذه الادعاءات “فارغة وبلا أساس”، واصفا إياها بـ”الإفلاس السياسي”، وقال:”مصر لم تتخل يوما عن مسؤوليتها الإنسانية تجاه قطاع غزة، وتستمر في إدخال المساعدات الغذائية والطبية، وتقوم بدورها الكامل في تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني”.
وأشار السيسي إلى أن مصر قدمت أكثر من 70% من إجمالي المساعدات الإنسانية التي دخلت القطاع منذ السابع من أكتوبر، كاشفا عن وجود أكثر من 5000 شاحنة مساعدات جاهزة للدخول من مصر ودول أخرى، لكنها عالقة بسبب السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
كما أوضح أن غزة ترتبط بالعالم الخارجي عبر خمسة معابر، منها واحد فقط مع مصر، بينما تتحكم إسرائيل في البقية.
نداء للمجتمع الدولي
وجدد الرئيس المصري دعوته إلى المجتمع الدولي والدول الأوروبية والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب – الذي استخدم اسمه في سياق خطابي – بضرورة التحرك العاجل لإنهاء الحرب، وفتح الممرات الإنسانية دون تأخير، مؤكدا أن الوضع في غزة بات “ورقة مساومة سياسية في ظل صمت دولي غير مقبول”.
وقال السيسي إن التاريخ سيتوقف طويلا أمام هذه الحرب، وسيتحاسب العالم على مواقفه، مضيفا أن “الضمير الإنساني العالمي لن يصمت طويلا أمام هذه الإبادة”.
موقف فيتنامي داعم
من جانبه، أعرب الرئيس الفيتنامي لوونج كوونج عن تقديره للدور المصري في دعم القضايا الإنسانية، مؤكدا على حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر والتنسيق معها في القضايا الإقليمية والدولية.










