أفادت مصادر محلية أن طائرة خاصة هبطت في مطار نيالا مساء الإثنين، ويُعتقد أنها قادمة من اتجاه أفريقيا الوسطى، وسط إجراءات أمنية مشددة في محيط المطار، ما أثار تكهنات حول وجود حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي على متن الطائرة لعقد اجتماع مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي.
تحول في موقف مناوي
شهد موقف مني أركو مناوي تحولاً ملحوظاً من العداء السافر تجاه قوات الدعم السريع إلى لهجة أكثر مرونة، حيث أعلن في مؤتمر صحفي ليل الاثنين من بورتسودان عدم ممانعته من التواصل مع قوات الدعم السريع إذا لمس منها “رأياً إيجابياً ومعقولاً”.
وقال مناوي: “ليست لدينا مشكلة في التواصل مع قوات الدعم السريع إذا لمسنا منها رأياً إيجابياً ومعقولاً“، كما أضاف: “لا مشكلة لنا في التواصل مع صمود أو الدعم السريع”.
الضغوط العسكرية والسياسية
يأتي هذا التحول في ظل الضغط الكبير الذي تشكله قوات الدعم السريع من خلال الحصار الخانق الذي تفرضه على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، لأكثر من عام. ويمثل سقوط الفاشر فقدان القوة المشتركة التي يقودها مناوي لورقة ضغط مهمة ضد حليفها الجيش السوداني.
انتقد مناوي الجيش السوداني والقوات المساندة له بعدم التحرك لفك الحصار عن الفاشر، قائلاً إن المدينة “محاصرة لأكثر من عام، وحتى النساء والأطفال حملوا السلاح، وهي صامدة إلى الآن، لكن هناك بروداً كبيراً من المنظومات وحتى من الدولة نفسها”.
نشاط مطار نيالا الاستراتيجي
يعتبر مطار نيالا نقطة استراتيجية مهمة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، حيث شهد نشاطاً متزايداً في الأشهر الأخيرة. وتشير التقارير إلى هبوط طائرات شحن بانتظام قادمة من أفريقيا الوسطى، محملة بالإمدادات العسكرية واللوجستية.
وكانت أول رحلة قد هبطت في المطار في 21 سبتمبر 2024، بعد سيطرة الدعم السريع على ولاية جنوب دارفور، حيث عُزّزت حمايته بأنظمة تشويش ودفاع جوي وقواعد عسكرية.
التطورات السياسية الأخيرة
تزامن الحديث عن هبوط الطائرة مع تشكيل تحالف السودان التأسيسي حكومة موازية في نيالا برئاسة حميدتي، مكونة من مجلس رئاسي من 15 عضواً وتسمية محمد حسن التعايشي رئيساً للوزراء.
وصف مناوي هذا التشكيل بأنه “تهديد خطير، يوضح مدى التدخل الدولي بشكل سافر في شؤون البلاد”، مؤكداً رفضه “أي خطوة تؤدي إلى تقسيم البلاد، أو تشكل انتهاكاً لسيادة السودان وأراضيه”.
ردود الفعل المتباينة
أثارت تصريحات مناوي الأخيرة موجة من الغضب وسط أنصار الحكومة السودانية، الذين وجهوا إعلامهم في منصات التواصل الاجتماعي للهجوم عليه، مشيرين إلى الخوف من أن ينضم إلى قوات الدعم السريع.
في المقابل، رحب رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير، بتصريحات مناوي، واصفاً إياها بأنها “تمثل تطوراً إيجابياً في سياق البحث عن حل سياسي سلمي للأزمة الوطنية الراهنة في السودان”.
القوة المشتركة ودورها الاستراتيجي
يرأس مناوي حركة جيش تحرير السودان، أكبر الفصائل المسلحة المكونة للقوة المشتركة في إقليم دارفور، التي انحازت منذ أكثر من عام للقتال في صفوف الجيش ضد الدعم السريع. وتقدر أعداد القوة المشتركة بأكثر من 5 آلاف مقاتل، وتشكل القوة الأكبر في الدفاع عن مدينة الفاشر.
التحديات الإنسانية
تواجه منطقة دارفور أزمة إنسانية خانقة، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على أربع ولايات من أصل خمس في الإقليم. وتشهد المنطقة نزوحاً واسعاً للسكان بسبب العمليات العسكرية المستمرة والحصار المفروض على المدن الرئيسية.
وتشير المصادر إلى أن الوضع الإنساني في الفاشر بات حرجاً للغاية، مع نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، ما يضع ضغطاً إضافياً على القيادات السياسية للبحث عن حلول سلمية للأزمة.










