عقدت سلطات جوبالاند الصومالية، إلى جانب كبار المسؤولين الأمنيين من إثيوبيا وكينيا، اجتماعا ثلاثيا لبحث سبل تهدئة التوترات الأمنية المتزايدة في منطقة جيدو الحدودية الواقعة جنوب الصومال، في وقت يشهد فيه الإقليم اضطرابات متصاعدة بسبب الانتشار العسكري للقوات الفيدرالية الصومالية في المناطق القريبة من الحدود.
اجتماع أمني ثلاثي في ظل التوتر
جاءت المحادثات، التي عقدت هذا الأسبوع، على خلفية تصاعد القلق الإقليمي، لاسيما في مناطق بلد هاو ودولو، حيث أثار الوجود المتزايد للقوات الفيدرالية الصومالية تساؤلات لدى كل من كينيا وإثيوبيا، بوصفها دولا معنية مباشرة بالأمن الحدودي، وعضوة في بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS).
وأكد المشاركون في الاجتماع على ضرورة تعزيز التنسيق المشترك وضبط التحركات العسكرية في المناطق الحساسة، لضمان تجنب أي احتكاك قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني أو توتير العلاقات الثنائية والإقليمية.
قلق من القوات الفيدرالية
وفقا لتقارير محلية، عبر مسؤولون في جوبالاند عن مخاوفهم من نشر قوات اتحادية “غير مصرح بها” في مناطق على الحدود مع إثيوبيا وكينيا، واعتبروا ذلك خرقا للتفاهمات الأمنية الفيدرالية، مطالبين بوضوح أكبر في آليات نشر القوات واحترام التوازن بين الحكومة المركزية والولايات الإقليمية.
دور ATMIS وتوازن النفوذ الإقليمي
تلعب بعثة ATMIS دورا محوريا في المرحلة الانتقالية الأمنية بالصومال، مع انسحاب تدريجي للقوات الأجنبية وتسليم المسؤوليات للقوات الوطنية. إلا أن هذه المرحلة تواجه تحديات معقدة في ظل التداخل بين السياسة المحلية والصراعات الإقليمية، كما يرى مراقبون.
ويرى محللون أمنيون أن هذا الاجتماع الثلاثي يعكس تحولا في الديناميكيات الأمنية في منطقة القرن الأفريقي، حيث الحدود لم تعد خطوطا فاصلة فقط، بل مساحات تنازع للنفوذ الإقليمي وتوازنات الحكم الداخلي بين المركز والولايات.
تحذيرات من تدويل النزاعات الداخلية
يحذر خبراء من أنه في حال فشل الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية، مثل جوبالاند، في حل خلافاتهما بالحوار السياسي والمؤسسي، فإن الجهات الفاعلة الخارجية (مثل كينيا وإثيوبيا) قد تجد لنفسها دورا أوسع في تحديد معالم المشهد الأمني، خصوصا في المناطق الحدودية مثل جيدو، حيث تتقاطع المصالح الجغرافية والأمنية والسياسية.










