قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن الهجوم الإسرائيلي الأخير على بلاده تم بتوجيه ودعم مباشر من الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الهدف من العمليات العسكرية كان اغتيال قادة وعلماء إيران وخلق حالة من الفوضى، بما يخدم الأهداف السياسية والأمنية لواشنطن وتل أبيب.
وفي مقابلة مع إذاعة وتلفزيون إيران، شدد بزشكيان على ضرورة وحدة الصف الداخلي رغم التباينات السياسية، مؤكدا أن الحرب التي استمرت 12 يوما أظهرت تلاحما غير مسبوق، حتى من أولئك الذين كانوا في السجون. وأضاف: “في تلك اللحظة، الجميع دافع عن الوطن. حتى فتاة كانت عارية تماما – لا نقر بذلك – كانت تهتف من أجل القائد وإيران. علينا تقبل الاختلاف، ولا نعتبره خيانة أو عداء”.
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن قدرة بلاده على استبدال القادة بسرعة، واستمرار العمل العلمي، بالإضافة إلى الدعم الشعبي، أجبرت الأعداء على التراجع، واعتبر ذلك “نصرا عظيما تحقق بفضل صمود وتكاتف الشعب الإيراني”.
تصعيد عسكري غير مسبوق
وكانت إسرائيل قد شنت في 13 يونيو 2025 غارات جوية مكثفة على عشرات المواقع الإيرانية، شملت منشآت نووية وعسكرية، إلى جانب استهداف عدد من العلماء النوويين، ما أدى إلى رد إيراني واسع النطاق بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة استهدفت العمق الإسرائيلي. ودامت المواجهات 12 يوما، تكبد فيها الطرفان خسائر مادية وبشرية فادحة.
وفي 22 يونيو، دخلت الولايات المتحدة المعركة، حيث شنت ضربات جوية خاطفة استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران: فردو، نطنز، وأصفهان. وبعد يومين فقط، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة أمريكية، أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معلنا رسميا نهاية الحرب.
استهداف الإعلام ومكتب هيئة الإذاعة والتلفزيون
وفي جزء آخر من حديثه، تناول بزشكيان استهداف إسرائيل للمكتب السياسي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، معتبرا أن هذا الاستهداف يعكس “خوف الاحتلال من وعي الجمهور الإيراني”. وأضاف أن الهجوم أدى إلى انقطاع البث المباشر للشبكة الإخبارية في لحظة كان مذيع الأخبار يقرأ فيها بيانا صادرا عن المجلس الأعلى للأمن القومي.
كما اتهم بزشكيان جهات خارجية بإدارة الأخبار من خلال ما وصفه بـ”جنود الذات”، وهم “أدوات الإعلام الاستعماري الذين يعملون لتشويه الواقع”، في مقابل صحفيين “أوفياء ومطلعين”، سواء داخل إيران أو في المنطقة، ينقلون ما وصفه بـ”الظلم الصهيوني”، مؤكدا أن “الكثير منهم يضحون بحياتهم لنقل الحقيقة”.
دعوة للوحدة والتصدي للمؤامرات
وجدد بزشكيان دعوته لتعزيز الوحدة الإسلامية والتعاون الإقليمي لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية، مشددا على أهمية الرد بحزم على أي نشاطات إرهابية تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد والمنطقة، معتبرا أن المرحلة المقبلة تتطلب مزيدا من الوعي، وتكاتف الجهود بين الدول الإسلامية في وجه “المخططات الاستعمارية”.










