في خطوة علمية رائدة قد تُغيّر حياة ملايين النساء حول العالم، يستعد العالم لاستقبال أول دواء يوصف بأنه “فياغرا للنساء” مخصص لعلاج آثار ما بعد انقطاع الطمث، دون الحاجة إلى العلاجات الهرمونية التقليدية.
أعلنت شركة Weir Science النيوزيلندية عن خططها لإطلاق دواء نباتي جديد يحمل اسم “Myregyna”، والذي يوصف بأنه أول علاج غير هرموني مخصص لتحسين الوظيفة الجنسية لدى النساء بعد سن الخمسين. ومن المتوقع أن تتجاوز مبيعاته 7.5 مليار جنيه إسترليني سنوياً، مما يشير إلى الحاجة الماسة لمثل هذا العلاج في السوق العالمي.
عالمة الأحياء الخلوية وراء الاكتشاف الثوري
تقف وراء هذا الإنجاز العلمي الدكتورة إيونا وير، عالمة الأحياء الخلوية ذات الخبرة الممتدة لأكثر من 35 عاماً. والمثير للاهتمام أن رحلة الدكتورة وير مع هذا الاكتشاف بدأت من تجربة شخصية، حيث واجهت انقطاع الطمث المبكر في سن الـ42 بعد عملية جراحية لإصلاح إصابة الولادة.
تروي الدكتورة وير قصتها قائلة: “كانت هناك احتمالية 5% أن تؤدي العملية إلى انقطاع الطمث المبكر. كنت أعتقد أن هذا لن يحدث لي، لكنه حدث فعلاً. حرفياً خلال ليلة واحدة، جفت بشرتي، وأصبحت سريعة الانفعال، وتوقفت الدورة الشهرية تماماً. في غضون أسبوعين، شعرت كأنني خوخة مجففة سريعة الانفعال!”.
كيف يعمل دواء “ماي ريجينا”؟
يعتمد دواء Myregyna على تقنية Myrecil Biome المحمية ببراءة اختراع عالمية، والتي طورتها الدكتورة وير بعد عقود من الأبحاث في مجال تجديد الخلايا. وعلى عكس الأدوية الهرمونية التقليدية، يستخدم هذا العلاج مقاربة مبتكرة تجمع بين كريم مرطب للاستخدام الخارجي ومكملات غذائية للعمل من الداخل والخارج.
أكدت مخترعة الدواء أن Myregyna أظهر فعالية في تحسين الاستجابة الجنسية وتعزيز الترطيب الطبيعي للجسم. والهدف من تطويره هو عكس آثار متلازمة انقطاع الطمث البولي التناسلي (GSM) التي تؤثر في ملايين النساء حول العالم.
تشمل فوائد الدواء الرئيسية:
دعم صحة المسالك البولية والراحة
دعم الترطيب الطبيعي ومرونة المنطقة التناسلية
دعم صحة الجلد التناسلي المعرض للجفاف والتشقق بعد انقطاع الطمث
دعم الوظيفة والإحساس الصحي أثناء الجماع
نتائج التجارب السريرية المبهرة
أشارت الدكتورة وير إلى أن نتائج التجارب السريرية التي أُجريت على نساء نيوزيلنديات تجاوزن سن 55 عاماً كانت مذهلة. حيث استعادت بعض المشاركات نشاطهن الجنسي بعد سنوات من الانقطاع، ووصلن إلى النشوة دون ألم.
وأضافت الدكتورة وير: “الفوائد لا تقتصر على الجنس فقط، بل تمنح النساء طاقة وحيوية للاستمتاع بالحياة مجددا”. وتؤكد أن النساء يمكنهن “الذهاب إلى ديسكو أو فعل أي شيء يردن فعله”، حيث ستتمكن النساء من “الاستمتاع بالحياة مجدداً” بعد انقطاع الطمث.
الفرق بين “فياغرا النساء” و”فياغرا الرجال”
من المهم التمييز بين دواء Myregyna وأدوية “الفياغرا النسائية” السابقة. فبينما تعمل فياغرا الرجال على زيادة تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، يعمل Myregyna بطريقة مختلفة تماماً من خلال دعم العملية الطبيعية لموت الخلايا المبرمج (apoptosis).
على النقيض من العلاجات السابقة مثل دواء فليبانسيرين (Addyi) الذي اعتُمد عام 2015 والذي يؤثر على المواد الكيميائية في الدماغ، يركز Myregyna على الصحة الخلوية والتجديد الطبيعي للأنسجة.
تطور صناعة “الفياغرا النسائية” عبر السنين
شهدت محاولات تطوير “فياغرا للنساء” تاريخاً طويلاً من التجارب والأخطاء:
الجيل الأول: فليبانسيرين (Addyi)
في عام 2015، اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) دواء فليبانسيرين تحت الاسم التجاري “Addyi” كأول “فياغرا للنساء”. ومع ذلك، واجه هذا الدواء انتقادات واسعة بسبب:
آثار جانبية خطيرة تشمل النعاس وانخفاض ضغط الدم والإغماء
فعالية محدودة، حيث أظهرت الدراسات زيادة طفيفة في عدد “المضاجعات المُرضية جنسياً” بمعدل 0.5 فقط في الشهر
تحذيرات صارمة من تناوله مع الكحول أو لمن يعانين من مشاكل في الكبد
الجيل الثاني: بريميلانوتايد (Vyleesi)
في عام 2019، اعتمدت إدارة الغذاء والدواء دواءً ثانياً هو بريميلانوتايد تحت الاسم التجاري “Vyleesi”. وعلى الرغم من كونه يُعطى عن طريق الحقن بدلاً من الحبوب اليومية، إلا أنه واجه أيضاً:
آثار جانبية تشمل الغثيان والصداع والقيء
فعالية محدودة حيث قالت 25% فقط من النساء إنهن شهدن زيادة في الرغبة الجنسية
معدل انسحاب عالي من التجارب بسبب الآثار الجانبية
الميزة التنافسية لدواء “ماي ريجينا”
يتميز دواء Myregyna عن سابقيه في عدة نواحٍ مهمة:
- المقاربة الطبيعية غير الهرمونية
على عكس العلاجات السابقة التي تؤثر على الناقلات العصبية في المخ، يعمل Myregyna من خلال دعم التجديد الطبيعي للخلايا دون التدخل في التوازن الهرموني. - الاستهداف المحدد لسن ما بعد انقطاع الطمث
بينما ركزت الأدوية السابقة على النساء قبل انقطاع الطمث، يستهدف Myregyna بشكل خاص النساء بعد سن الخمسين اللاتي يواجهن تحديات متلازمة انقطاع الطمث البولي التناسلي. - نظام متكامل من الداخل والخارج
يجمع العلاج بين كريم مرطب للتطبيق الخارجي ومكملات غذائية للعمل من الداخل، بالإضافة إلى أربعة أنواع من البروبيوتيك الأساسية لدعم الميكروبيوم البولي التناسلي الصحي.
البحث العلمي وراء الابتكار
يستند دواء Myregyna إلى أكثر من ثلاثة عقود من البحث العلمي قامت به الدكتورة وير. بدأت رحلتها العلمية عندما اكتشفت أن النباتات تمر بعملية موت خلوي مبرمج مشابهة للخلايا البشرية، وتمكنت من تطوير تقنية محمية ببراءة اختراع لعكس المراحل المبكرة من موت الخلايا في النباتات، ثم طبقت هذه التقنية على الخلايا البشرية.
حصلت تقنية Myrecil على براءة اختراع عالمية وخضعت لتجربتين سريريتين ناجحتين في نيوزيلندا والولايات المتحدة على مدى العقد الماضي. وحالياً، تخضع التقنية لتجربة سريرية ثالثة مزدوجة التعمية تحت إشراف الدكتورة سيلفيا روزفير، رئيسة الجمعية الأسترالاسية لسن اليأس










