كشف مصدر رسمي سوري لـ المنشر الاخباري عن أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ضغط على الرئيس السوري أحمد الشريعة لإلغاء ما كان مقرراً من مفاوضات في باريس مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ويأتي هذا عقب تنظيم الحسكة مؤتمر لمكونات سوريا وشارك فيه الرئيس الروحي للمسلمين الموحدين الدروز حكمت الهجري.
ضغوط تركية ومنع لأي حوار
بحسب المصادر، هدفت الضغوط التركية إلى منع أي تقدم في مسارالمصالحة الداخلية، خصوصًا تجاه قسد، التي تُعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني (PKK).
وقد تجلى ذلك في زيارة فيدان إلى دمشق، ضمن سياق محادثات دعت إلى ضرورة دمج قسد داخل المؤسسات السورية المركزية وتصديها لمحاولات التقسيم.
سيناريوهات عسكرية في دير الزور وحلب
في الوقت ذاته، تظهر أنباء عن تنفيذ ما يُسمّى بـ”سيناريوهات العسكرية” مشتركة أو منسّقة في مناطق ريف دير الزور وحلب، تستهدف النيل من صورة الأكراد وأهدافهم، عبر بث روايات مزيّفة تهدف إلى إشاعة الفوضى وتأليب السكان المحليين ضد الكرد. هذه التحركات تأتي في إطار مكثف للتأثير على نسيج العلاقات الاجتماعية في تلك المناطق، وضرب مكانة قسد.
اجتماع باريس
في ترتيب سابق، كان اتفاق تم التوصل إليه في مارس بين قسد والحكومة السورية يدعو إلى دمج قسد ضمن مؤسسات الدولة. ومع ذلك، أكدت الحكومة أن أي تغييرات شكلية أو دعاوى لتشكيل “جيش وطني جديد” أو تعديل التقسيم الإداري تتناقض مع هذا الاتفاق، مما دفعها إلى سحب مشاركتها من اجتماعات باريس.
أنقرة، من جانبها، تعزز موقفها الرافض لأي استقلال فعلي للكرد في المناطق التي تسيطر عليها قسد، وتحث على إزالة السلاح المنظم ودمجه في الدولة، كما دأب على التأكيد بأن أي مسعى نحو الانفصال يشكل تهديدًا لأمنها القومي.
مؤتمر الحسكة
واختتم الجمعة 8 أغسطس/آب 2025 مدينة الحسكة السورية، كونفرانس وحدة موقف مكونات إقليم شمال وشرق سوريا، الذي انعقد تحت شعار:”معا من أجل تنوع يعزز وحدتنا.. بشراكتنا نبني مستقبلنا”، بحضور ممثلين عن مختلف المكونات القومية والدينية في المنطقة ومشاركة الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز حكمت الهجر، وهو ما اثار غضب سلطة الشرع.
وأكد المصدر أن الحكومة السورية لوكالة “سانا” تضمن للمواطنين حقهم في التجمع السلمي والحوار البناء، سواء على المستوى المحلي أو الوطني، بشرط أن يكون ذلك ضمن إطار المشروع الوطني الذي يتمسك بوحدة سوريا وسيادتها، ويرفض أي مشاريع موازية تقوم على فرض الأمر الواقع أو تتلقى دعما خارجيا.
وأوضح المصدر أن مشاركة ممثلين عن مختلف المكونات الدينية والقومية، بما في ذلك حضور الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز حكمت الهجري، أثارت استياء الحكومة التي ترى في هذا المؤتمر محاولة لتقويض أسس الدولة السورية تحت شعارات براقة، لكنها تخفي وراءها مشاريع انفصالية.










