كشفت صحيفة “التلغراف” البريطانية في تقرير خاص أن النظام الإيراني قام بنقل علمائه النوويين المتبقين إلى مخابئ سرية محصنة في طهران ومدن شمال البلاد، وذلك في خطوة استباقية لحمايتهم من موجة اغتيالات إسرائيلية جديدة محتملة.
تفاصيل العملية الأمنية الإيرانية
وفقاً للتقرير المنشور يوم السبت 9 أغسطس/آب 2025، فإن معظم المسؤولين عن البرنامج النووي الإيراني لم يعودوا يقيمون في منازلهم أو يمارسون حياتهم الطبيعية كما في السابق. بدلاً من ذلك، تم نقلهم مع عائلاتهم إلى فيلات محمية تحت حراسة مشددة في مناطق آمنة.
تأتي هذه الخطوة الأمنية غير المسبوقة بعد أن نفذت إسرائيل حملة اغتيالات واسعة استهدفت نحو 30 من كوادر البرنامج النووي الإيراني، مما دفع طهران إلى إعادة تقييم جذري لاستراتيجية حماية علمائها.
إجراءات أمنية مشددة
نقل الأكاديميين من الجامعات
أشار مسؤول إيراني كبير، حسب الصحيفة البريطانية، إلى أن عدداً من الأكاديميين الذين كانوا يعملون في الجامعات قد تم استبدالهم بأشخاص لا علاقة لهم بالبرنامج النووي، وذلك لحماية هوياتهم الحقيقية وتضليل أي محاولات استهداف مستقبلية.
إعادة هيكلة نظام الحماية
كشف مسؤول إيراني آخر أن وحدة من الحرس الثوري كانت سابقاً مسؤولة عن حماية كوادر البرنامج النووي، لكن مع تصاعد المخاوف بشأن الثقة واحتمال وجود اختراقات أمنية، أصبح هناك تنسيق بين عدة جهات أمنية لتأمين العلماء.
وأضاف المسؤول: “سُئل جميعهم عما إذا كانوا لا يزالون يثقون بحراسهم، فأجاب بعضهم بالنفي، وتم توفير حراس جدد لهم”.
القائمة السوداء الإسرائيلية
حصلت صحيفة “التلغراف” على أسماء أكثر من 15 عالماً متبقياً من قائمة إسرائيلية تضم نحو 100 مختص نووي إيراني. ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين، فإن هؤلاء أمام خيارين: الاستمرار في عملهم وقبول خطر التعرض لهجمات جديدة، أو تغيير مسارهم المهني.
الخلفية التاريخية لاستهداف العلماء النوويين الإيرانيين
سلسلة الاغتيالات (2010-2025)
بدأت إسرائيل استهداف علماء إيران النوويين منذ العام 2010، حيث قُتل خلال الفترة 2010-2012 أربعة من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين:
مسعود علي محمدي (2010): أستاذ الفيزياء النووية في جامعة طهران
مجيد شهرياري (2010): قُتل بقنبلة مغناطيسية
داريوش رضائي نجاد (2011): أطلق عليه الرصاص أمام منزله
مصطفى أحمدي روشن (2012): اغتيل بقنبلة مغناطيسية
الاغتيال البارز لفخري زادة
في نوفمبر 2020، اغتيل محسن فخري زادة، الذي وُصف بأنه “عقل البرنامج النووي الإيراني”، في عملية نوعية استخدمت مدفعاً رشاشاً يُتحكم فيه عن بُعد.
عملية “نارنيا” – الضربة الإسرائيلية الأخيرة
تفاصيل العملية
في يونيو 2025، نفذت إسرائيل عملية “نارنيا” التي استهدفت 10 علماء نوويين بشكل متزامن، حيث قُتل تسعة منهم في منازلهم أثناء النوم لضمان عدم تسريب أي معلومات تحذيرية.
أكد الجيش الإسرائيلي مقتل 11 عالماً نووياً خلال العدوان الذي استمر 12 يوماً، مشيراً إلى أن هؤلاء العلماء كانوا “يمتلكون خبرة متراكمة تمتد لعقود في تطوير الأسلحة النووية”.
الأهداف العلمية
من بين الشخصيات البارزة التي اغتيلت في هذه العملية:
فريدون عباسي: الرئيس السابق للوكالة الذرية الإيرانية
محمد مهدي طهرانجي: عميد كلية أبحاث نووية في جامعة إيرانية
أمير حسين فقهي: نائب مدير وكالة الطاقة الذرية
الآثار على البرنامج النووي الإيراني
تقييم الخبراء الدوليين
يرى خبراء نوويون أن اغتيال العلماء النوويين يُعيق البرنامج النووي الإيراني لكنه لا يوقفه تماماً، حيث تمتلك إيران مخزوناً من المعرفة وعدداً كبيراً من العلماء الذين يمكنهم مواصلة العمل.
إعدام العالم النووي روزبه وادي
في خطوة تعكس جدية التهديد الأمني، أعدمت إيران هذا الأسبوع العالم النووي روزبه وادي بتهمة تسريب معلومات لإسرائيل ساعدت في اغتيال زملائه خلال حرب يونيو.










