كشفت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية عن استمرار الهجمات الإلكترونية التي تشنها إيران على إسرائيل، حتى بعد انتهاء حرب الأيام الاثني عشر التي دارت في يونيو/حزيران 2025.
ووفقا للتقرير، تلقى مسؤولون إسرائيليون في الأيام التي تلت الهجوم الإسرائيلي سيلا من الرسائل النصية المشبوهة التي تحتوي على روابط خبيثة، وهو ما أكدته مصادر إسرائيلية على صلة بالملف السيبراني.
كانت جميع المؤشرات تشير إلى طهران كجهة خلف هذه الهجمات، التي تعد جزءا من حرب إلكترونية صامتة مستمرة بين البلدين منذ سنوات، واشتدت بالتوازي مع الصراع العسكري الأخير.
وتراوحت الهجمات الأخيرة بين سرقة ملايين الدولارات من بورصة العملات المشفرة الإيرانية “نوبيتكس” وزيادة هجمات التصيد التي تستهدف شخصيات إسرائيلية بارزة، والتي قالت شركة الأمن السيبراني “تشيك بوينت” إنها تبدو مرسلة من جهات رسمية مثل دبلوماسيين وحتى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
استمرار الحرب السيبرانية رغم وقف إطلاق النار
على الرغم من انتهاء القتال العسكري فعليا بعد 12 يوما، تؤكد المصادر الإسرائيلية أن الحرب الرقمية لم تنته. وأوضح مسؤول إسرائيلي في تصريحات للصحيفة: “اشتدت الحرب الإلكترونية بعد بدء الحرب وما زالت مستمرة، وما زلت أتلقاها.”
وفي مثال على ذلك، حاولت مجموعات موالية لإيران استغلال ثغرة أمنية حديثة في خادم مايكروسوفت لمهاجمة شركات إسرائيلية، حسبما قال بواز دوليف، الرئيس التنفيذي لشركة Clear Sky للاستخبارات السيبرانية.
وأضاف:”على الرغم من وقف إطلاق النار في العالم المادي، لم تتوقف الهجمات في الفضاء الإلكتروني.”
تاريخ طويل من الصراع السيبراني بين إيران وإسرائيل
يرجع تاريخ الهجمات الإلكترونية بين إيران وإسرائيل إلى سنوات مضت، حيث يعتقد أن إسرائيل والولايات المتحدة كانتا وراء إطلاق فيروس “ستوكسنت” الذي أصاب أجهزة الطرد المركزي الإيرانية في منشأة نطنز عام 2010، بينما يعتقد أن إيران شنت هجمات على البنية التحتية للمياه الإسرائيلية في 2020.
وكشفت فاينانشال تايمز أن إسرائيل وجهت الضربة الأكبر في الحرب السيبرانية خلال القتال الأخير.
وذكر وزير الاتصالات الإيراني ستار هاشمي أن إيران تعرضت لأكثر من 20 ألف هجوم إلكتروني خلال الحرب، في أكبر حملة من نوعها في تاريخ إيران، تضمنت تعطيل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية بالتزامن مع الغارات الجوية الإسرائيلية.
دور التجسس السيبراني في الحرب
يرى محللون إسرائيليون أن حملة التجسس السيبراني التي سبقت الحرب كانت العامل الحاسم في مسار الصراع، حيث ساعدت إسرائيل على بناء ملف معلوماتي دقيق عن العلماء والمسؤولين الإيرانيين، مما مكنها من تنفيذ عمليات اغتيال استهدفت أكثر من اثني عشر منهم خلال الضربة الجوية الأولى.










