أعلن المركز الإعلامي لشرطة محافظة سيستان وبلوشستان في بيان رسمي، اليوم الأحد 9 أغسطس 2025، مقتل ثلاثة مسلحين وضابط شرطة إيراني إثر اشتباك مسلح عنيف وقع في مدينة سراوان جنوب شرق إيران. كما أُصيب ضابط شرطة آخر في الحادث ونُقل إلى مركز طبي لتلقي العلاج.
وأفادت التقارير بأن حراس الأمن كانوا يقومون بدورية أمنية في المدينة عندما تعرضوا لهجوم غادر من قبل أفراد مسلحين، مما اضطر قوات إنفاذ القانون للرد بالقوة المناسبة.
تفاصيل الاشتباك والعملية الأمنية
وفقاً للمعلومات الواردة من مصادر أمنية، فإن المسلحين خططوا لدخول مركز شرطة مدينة سراوان كجزء من عملية مدبرة. وقد أشارت وكالة تسنيم إلى أن هؤلاء المسلحين كانوا أعضاء في تنظيم “جيش العدل” المصنف كمنظمة إرهابية في إيران.
في بيان للشرطة جاء فيه: “ردا على الهجوم، قتلت قوات إنفاذ القانون ثلاثة من المهاجمين المسلحين وتلاحق المهاجمين المتبقين”. وأضاف البيان أن العملية الأمنية تستمر للقبض على بقية عناصر الخلية الإرهابية.
الموقع الجغرافي الاستراتيجي لمدينة سراوان
تقع مدينة سراوان في محافظة سيستان وبلوشستان، على بعد 347 كيلومتراً جنوب شرق زاهدان، عاصمة المحافظة، وهي مدينة حدودية مجاورة لباكستان. ويبلغ عدد سكان المدينة حوالي 60,114 نسمة حسب إحصاء 2016، ويتكون سكانها في الغالب من العرقية البلوشية الذين يتحدثون اللغة البلوشية.
إن الموقع الحدودي الاستراتيجي لسراوان يجعلها نقطة عبور مهمة بين إيران وباكستان، كما أنها تشهد توترات أمنية متكررة بسبب نشاط الجماعات المسلحة في المنطقة.
جماعة “جيش العدل” والأنشطة الإرهابية
جماعة “جيش العدل” هي تنظيم إسلامي سني معارض تأسس عام 2010 عقب إعدام عبد الملك ريغي، زعيم حركة “جند الله” البلوشية. يقول التنظيم إنه يدافع عن حقوق البلوش السنة في إيران، بينما تتهمه السلطات الإيرانية بأنه ذراع استخباراتية تعمل لصالح دول أجنبية.
تنشط الجماعة بشكل رئيسي على الحدود الإيرانية-الباكستانية في محافظة سيستان وبلوشستان، وقد صنفتها الولايات المتحدة عام 2019 كمنظمة إرهابية، كما اتخذت اليابان ودول أخرى الخطوة نفسها.
تصاعد العمليات المسلحة في المنطقة
شهدت محافظة سيستان وبلوشستان تصاعداً ملحوظاً في العمليات المسلحة خلال السنوات الأخيرة، خاصة منذ احتجاجات سبتمبر 2022. وقد نفذت جماعة “جيش العدل” عدة هجمات ضد القوات الأمنية والعسكرية الإيرانية.
في 26 يوليو 2025، نفذت الجماعة هجوماً على مجمع قضائي في مدينة زاهدان، عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان، مما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 20 آخرين. كما شنت في أبريل 2024 هجمات واسعة على مقار وقواعد عسكرية للحرس الثوري والشرطة في ثلاث مدن بالمحافظة.
التداعيات الأمنية والجهود المضادة
تعد محافظة سيستان وبلوشستان من أكثر المناطق تضرراً من العمليات الإرهابية في إيران، حيث تواجه السلطات الإيرانية تحديات أمنية مستمرة في المنطقة. وقد أكد وزير الأمن الإيراني سابقاً أن محاولات زعزعة الأمن في المحافظة تتم بفعل “عناصر مستوردة” لا تربطها صلة بأهالي المنطقة.
كما تشهد العلاقات الإيرانية-الباكستانية توترات متقطعة بسبب أنشطة الجماعات المسلحة عبر الحدود، حيث اتهمت إيران باكستان بإيواء عناصر بلوشية مسلحة على أراضيها، بينما نفذت كلا الدولتين عمليات عسكرية متبادلة في يناير 2024 لاستهداف المجموعات المسلحة.
آثار الاشتباك على الأمن الإقليمي
يأتي هذا الاشتباك الأخير في سراوان ضمن سلسلة العمليات الأمنية التي تنفذها السلطات الإيرانية لمواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة الحدودية. وتؤكد هذه الأحداث على التحديات الأمنية المعقدة التي تواجه إيران في مناطق الأقليات العرقية، خاصة في المناطق الحدودية.
إن استمرار العنف في محافظة سيستان وبلوشستان يسلط الضوء على الحاجة إلى حلول شاملة تتضمن التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب الجهود الأمنية، لمعالجة جذور المشكلة وتحقيق الاستقرار الدائم في هذه المنطقة الاستراتيجية.










