كشفت مصادر سورية النقاب عن فتح اتصالات مباشرة بين جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا – أولي البأس، وجماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن، لتعزيز التعاون والتنسيق في إطار ما يُعرف بـ“محور المقاومة”.
وجه رضا الحسين، القائد العام لجبهة أولي البأس والمعروف أيضاً بـأبو جهاد رضا، رسالة تضامن قوية إلى عبد الملك بدر الدين الحوثي، زعيم جماعة أنصار الله في اليمن.
مضمون الرسالة وأبعادها الاستراتيجية
جاءت الرسالة محملة بعبارات التقدير والإعجاب بصمود الحوثيين في وجه “المشروع الأمريكي الصهيوني”. وصف الحسين الحوثيين بأنهم “رمز التحدي في زمن الخنوع، ونموذج الحق في زمن الباطل، وراية النور في زمن الظلمة”.
أكد قائد أولي البأس أن جبهته “ترى في صمود الحوثيين وانتصارهم في اليمن الحبيب امتداداً طبيعياً لمحور المقاومة الواحد”، مشدداً على أن هذا المحور يواجه “المشروع الاستكباري نفسه، مهما تغيرت الجبهات وتبدلت الأسماء”.

إعلان التضامن والدعم الكامل
في خطوة لافتة، أعلنت جبهة أولي البأس “وقوفها الكامل والدائم إلى جانب إخوتها في أنصار الله”، معتبرة أن “أي مساس بهم هو مساس بها، وأن جراحهم جراحها، وانتصاراتهم انتصاراتها”.
وأضاف الحسين أن جبهته “بايعت الله على أن لا تسكن ما دام في الأمة مظلوم، ولا تلين ما دام في الأرض محتل”، مؤكداً أن “تضحيات الحوثيين وجهاد رجالهم وبسالة قيادتهم” تمثل حافزاً ومصدر إلهام في مسيرة التحرير.
السياق السياسي والعسكري للجبهتين
جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا – أولي البأس
ظهرت جبهة أولي البأس في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، حيث أُعلن عن تأسيسها رسمياً في 9 يناير 2025. تهدف الجبهة إلى “مواجهة الاحتلالات المختلفة في سوريا، الإسرائيلي والتركي والأمريكي”.
يقود الجبهة رضا الحسين (أبو جهاد رضا)، وهو اسم حركي لشخصية ظلت مجهولة الهوية حتى وقت قريب. تتبنى الجبهة أيديولوجية مقاومة مشابهة لحزب الله اللبناني، وتستخدم رموزاً وشعارات مستوحاة من فصائل المقاومة المدعومة من إيران.
جماعة أنصار الله الحوثيين
تُعتبر حركة أنصار الله الحوثية، بقيادة عبد الملك الحوثي، إحدى أبرز القوى في “محور المقاومة” الذي تقوده إيران. نجحت الجماعة في السيطرة على مساحات واسعة من اليمن منذ 2014، وتخوض حرباً مع التحالف العربي بقيادة السعودية منذ 2015.
برزت الجماعة بقوة في الصراع الإقليمي الحالي من خلال دعمها العسكري المباشر لفلسطين، حيث نفذت أكثر من 150 هجمة على السفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، و22 عملية نوعية استهدفت عمق إسرائيل.
التداعيات والأبعاد الإقليمية
تعزيز محور المقاومة
تأتي هذه الاتصالات في سياق سعي إيران وحلفائها لإعادة بناء “محور المقاومة” بعد الضربات التي تلقاها في سوريا ولبنان. تمثل جبهة أولي البأس محاولة إيرانية لملء الفراغ الذي تركه انهيار نفوذ حزب الله في سوريا وسقوط نظام الأسد.
التحديات الإقليمية
تواجه هذه الاتصالات تحديات جغرافية ولوجستية كبيرة، خاصة مع وجود الحكومة السورية الجديدة التي تسعى للتطبيع مع إسرائيل. كما تواجه جماعة الحوثيين ضغوطاً عسكرية متزايدة من التحالف العربي والولايات المتحدة وإسرائيل.
الموقف الدولي والإقليمي
تثير هذه التطورات قلقاً إقليمياً ودولياً من تشكيل “محور مقاومة جديد” يمتد من سوريا إلى اليمن. وتسعى القوى الإقليمية والدولية لمنع تعزيز هذا التحالف من خلال الضغوط السياسية والعسكرية.
التحديات والعقبات
رغم إعلان التضامن والدعم المتبادل، تواجه العلاقة بين جبهة أولي البأس والحوثيين تحديات عملية كبيرة:
الانفصال الجغرافي بين سوريا واليمن وصعوبة التواصل المباشر
ضعف القدرات اللوجستية لكلا الطرفين مقارنة بحزب الله سابقاً
الضغوط الدولية والإقليمية المتزايدة على كلا الجبهتين
التحديات الداخلية التي تواجهها كل جماعة في مناطق نفوذها










