أكد المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، لين خودوركوفسكي، في مقابلة حصرية مع قناة “إيران إنترناشيونال”، أن تشكيل إيران لمجلس الدفاع الوطني الجديد ما هو إلا “مسرحية خالصة” من قبل نظام يعيش أيامه الأخيرة، مشبهاً الأمر بـ“إعادة ترتيب المقاعد على سطح السفينة تيتانيك” قبل غرقها.
تصريحات حادة حول مصير النظام الإيراني
في حوار مع الصحافية نيجار مجتهدي ضمن برنامج “عين على إيران” على قناة “إيران إنترناشيونال” باللغة الإنجليزية، أكد خودوركوفسكي أن “سقوط الجمهورية الإسلامية مسألة وقت وليس احتمالاً”.
وقال المسؤول السابق في إدارة ترامب الأولى: “نحن نشهد قيادة تحاول يائسة الحفاظ على سيطرتها وقوتها من خلال وسائل مختلفة، ولكن سواء شكلت مجلس دفاع أو غيّرت اسم العملة الوطنية… فإن السفينة لا تزال تغرق”.
خلفية خودوركوفسكي السياسية
لين خودوركوفسكي شغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب الأولى، حيث عمل بشكل وثيق مع الممثل الخاص لإيران في تطوير حملة “الضغط الأقصى” على طهران.
وُلد في الاتحاد السوفيتي وهاجر إلى الولايات المتحدة طفلاً بعد تجربته مع النظام الشيوعي، وشهد من بعيد انهيار بلده الأم – وهو انهيار يقول إنه يقدم دروساً لإيران اليوم.
تحليل مجلس الدفاع الإيراني
اعتبر خودوركوفسكي أن تشكيل مجلس الدفاع الوطني الذي أعلنت عنه إيران في 3 أغسطس 2025 “عمل استعراضي محض” من قِبَل حكومة منهارة. وأوضح أن هذا المجلس، الذي سيرأسه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ما هو إلا محاولة يائسة لإخفاء “التدهور الهيكلي العميق” الذي يعانيه النظام.
العوامل المؤدية للانهيار
حدد خودوركوفسكي عدة عوامل تشير إلى حتمية انهيار النظام الإيراني:
الانهيار الاقتصادي: وصف الاقتصاد الإيراني بأنه “يترنح على حافة الانهيار” مع مشاكل في انقطاع المياه والكهرباء ومشاكل لا نهاية لها.
فقدان الشرعية الشعبية: أكد أن “الشعب الإيراني فقد الثقة في النظام” وأن الحكومة لم تعد تحظى بأي دعم داخلي حقيقي.
تدمير شبكة الحلفاء: أشار إلى أن تدمير حماس وحزب الله وسقوط الأسد ساهم جميعها في “تفكيك خطة النظام لمدة 46 عاماً لإسقاط قوته في المنطقة”.
ضعف الدفاعات: اعتبر أن “تدمير دفاعاتها الجوية أثبت أن الإمبراطور عارٍ”.
التغييرات الأمنية الأخيرة
تزامن تشكيل مجلس الدفاع مع تعيين علي لاريجاني أميناً لمجلس الأمن القومي الأعلى خلفاً لعلي أكبر أحمديان. وبينما يُنظر إلى لاريجاني كشخصية “معتدلة” أكثر من سلفه، اعتبر خودوركوفسكي هذا التغيير “ورقة تين تجميلية” لا أكثر.
رد فعل دولي متشكك
تشير التحليلات إلى أن تشكيل مجلس الدفاع جاء استعداداً لمواجهة عسكرية محتملة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، خاصة بعد الحرب الإسرائيلية-الإيرانية التي استمرت 12 يوماً في يونيو 2025 والتي كشفت عن ثغرات في التنسيق وعملية صنع القرار.
التوقعات المستقبلية
ختم خودوركوفسكي تصريحاته بالقول: “يمكنك تغيير الوجوه، يمكنك تغيير الأسماء، يمكنك إنشاء مؤسسات جديدة، لكن عندما يتخلى الناس عنك وينهار الاقتصاد، فإن النهاية مجرد مسألة وقت”.
وأشار إلى أن 2025 قد تكون سنة التغيير، أو قد يحدث ذلك الأسبوع المقبل، مؤكداً أن الأسس الاقتصادية والاجتماعية تشير جميعها إلى “الانهيار الحتمي” للنظام الإيراني.
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه إيران احتجاجات متكررة وإضراباً للشاحنات، إضافة إلى تكثيف السلطات لحملات الاعتقال ونشر القوات الأمنية في المحافظات المضطربة لردع التجمعات، مما يعكس حالة عدم الاستقرار المتزايدة التي يواجهها النظام داخلياً وخارجياً.










