شهدت منطقة بلوشستان الباكستانية، يوم الاثنين، هجوما دمويا آخر استهدف قوات الجيش الباكستاني، مما أسفر عن مقتل تسعة جنود، بينهم نقيب، وذلك في واحدة من أعنف الهجمات الأخيرة التي نفذها المسلحون في الإقليم.
وقع الهجوم بالقرب من منطقة “جرين تشوك” في منطقة “بسيمة” جنوب غرب بلوشستان، حيث نصب مسلحون يشتبه في أنهم ينتمون إلى حركة انفصالية بلوشية كمينا لمركبات عسكرية كانت تتحرك في المنطقة. واستهدف الهجوم سيارة تابعة للشرطة العسكرية ووحدة من قوة الرد السريع (QRF)، ما أدى إلى تبادل عنيف لإطلاق النار.
تفاصيل الهجوم
حسب المسؤولين الأمنيين المحليين، فقد شن المسلحون الهجوم بطريقة منسقة، مفاجئين القافلة العسكرية. في العملية، قتل تسعة من أفراد الجيش الباكستاني، بينهم نقيب، كما أصيب خمسة مدنيين وأربعة جنود آخرين بجروح متفاوتة. وتم نقل المصابين إلى مستشفيات قريبة تحت حراسة مشددة.
في أعقاب الهجوم، فر المهاجمون إلى المناطق الجبلية الوعرة التي تتميز بها بلوشستان، مما جعل عملية ملاحقتهم أكثر صعوبة، نظرا للطبيعة الجغرافية المعقدة التي لطالما أعاقت تنفيذ العمليات الأمنية في المنطقة.
تزايد العنف في البلاد
يأتي هذا الهجوم في وقت حساس حيث يشهد الإقليم تصاعدا كبيرا في نشاط الجماعات المسلحة. فبالإضافة إلى الهجوم الدموي الأخير في بلوشستان، كانت هناك سلسلة من الهجمات الإرهابية في مناطق أخرى من باكستان. ففي أواخر يوليو/تموز، شن مسلحون مجهولون هجوما على مركبة أمنية في مقاطعة “كاراك” التابعة لإقليم خيبر بختونخوا، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم ثلاثة من أفراد فيلق الحدود.
كما شهدت بلوشستان في وقت سابق من نفس الشهر هجوما ضخما آخر شنه نحو 80 مسلحا، حيث استهدفوا مواقع أمنية في تنسيق متزامن أسفر عن مقتل ثمانية جنود. وأظهرت هذه الهجمات قدرة المتمردين على تنظيم عمليات واسعة النطاق ومنسقة، وهو ما يعد تحديا حقيقيا للجيش الباكستاني، رغم عمليات مكافحة الإرهاب المستمرة التي تشنها القوات المسلحة.
التحديات الأمنية في بلوشستان
بلوشتسان، التي تشهد صراعا انفصاليا طويل الأمد، تعد واحدة من أكثر المناطق سخونة في باكستان من الناحية الأمنية. الجماعات المسلحة في هذه المنطقة غالبا ما تستهدف قوات الأمن والجيش الباكستاني بهدف الحصول على استقلالية أكبر للأقلية البلوشية، والتي تشعر بأنها محرومة من حقوقها الاقتصادية والسياسية.
الهجمات الأخيرة تشير إلى تزايد التحديات الأمنية التي يواجهها الجيش الباكستاني، فضلا عن تعزيز قدرات الجماعات المسلحة في المنطقة على شن هجمات معقدة ومنسقة. كما أن التضاريس الجبلية الوعرة في بلوشستان تمثل عقبة كبيرة أمام الجهود الأمنية الرامية إلى القضاء على هذه الجماعات.










