تل أبيب – 13 أغسطس 2025 – أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة تلفزيونية أمس أنه يقوم بـ”مهمة تاريخية وروحية” مرتبطة بقوة برؤية ما يُعرف بـ“إسرائيل الكبرى” التي تشمل أراضي محتلة من الضفة الغربية وغزة، بالإضافة إلى أجزاء من الأردن ومصر.
تصريحات مثيرة للجدل حول التوسع الإقليمي
في مقابلة مع قناة i24NEWS، وصف نتنياهو مهمته بأنها “مهمة أجيال”، قائلاً: “هناك أجيال من اليهود حلمت بالمجيء إلى هنا وأجيال من اليهود ستأتي من بعدنا”. وعندما عُرض عليه تميمة تُظهر خريطة “إسرائيل الكبرى” وسُئل عما إذا كان يشعر بارتباط بهذه الرؤية، أجاب بوضوح: “كثيراً جداً”.
يُعرف مفهوم “إسرائيل الكبرى” بأنه يشمل الأراضي الممتدة من النيل إلى الفرات، ويضم أجزاء من لبنان وسوريا والأردن والعراق وغزة والضفة الغربية. هذا المفهوم متجذر في النصوص الدينية اليهودية، خاصة التوراة، حيث يشير سفر التكوين 15:18-21 إلى هذه الحدود كوعد إلهي.
خطة احتلال غزة والتوسع الإقليمي
تأتي تصريحات نتنياهو في وقت صادقت فيه الحكومة الإسرائيلية على خطة لإعادة احتلال مدينة غزة بالكامل، رغم الانتقادات الدولية الواسعة والمعارضة من عائلات الرهائن الإسرائيليين. الخطة تهدف إلى السيطرة على المنطقة الوحيدة المتبقية في غزة التي لا تخضع للهيمنة العسكرية الإسرائيلية الكاملة.
ردود الفعل العربية والدولية الغاضبة
الجامعة العربية تدين “العدوان السافر”
أدانت الجامعة العربية بشدة خطط إسرائيل، واصفة إياها بـ”عمل عدوان سافر” وتهديد مباشر لسيادة وأمن كل دولة عربية. في جلسة طوارئ بالقاهرة، وصفت الجامعة خطة نتنياهو بأنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي” وتهديد لـ”الاستقرار السياسي والاقتصادي في العالم العربي”.
مصر والأردن في مواجهة التهديد الوجودي
تواجه مصر والأردن تحدياً وجودياً متصاعداً من السياسات الإسرائيلية الحالية. رغم معاهدات السلام الموقعة، لم تعد إسرائيل تُعتبر شريكاً موثوقاً للسلام الإقليمي أو للجهود الدبلوماسية.
التهديد على الأمن الإقليمي
مخاوف النزوح القسري
تخشى مصر بشكل خاص من احتمالية النزوح القسري لأكثر من مليوني فلسطيني من غزة نحو الحدود المصرية. هذا السيناريو، رغم أن الحكومة الإسرائيلية لم تعد تروج له علناً، يبقى حلاً مرحباً به ضمنياً من جانب إسرائيل.
تأثير على معاهدات السلام
تُعرّض السياسات الإسرائيلية الحالية معاهدات السلام مع مصر والأردن للخطر. فقد تجاوزت إسرائيل الخطوط الحمراء المصرية بشأن ممر فيلادلفيا ومعبر رفح. كما أن العنف المتصاعد في الضفة الغربية والتوسع الاستيطاني يضع ضغوطاً إضافية على العلاقات مع الأردن.
استراتيجية نتنياهو التوسعية الجديدة
من الوضع الراهن إلى التوسع العدواني
غيّرت إسرائيل في عهد نتنياهو استراتيجيتها الكبرى من المحافظة على الوضع الراهن إلى سياسة توسعية تراجعية. بدلاً من “قص العشب” – أي احتواء التهديدات دون اجتثاثها – تستخدم إسرائيل الآن القوة العسكرية لإنشاء توازن جديد للقوى في المنطقة.
مشروع طموح للهيمنة الإقليمية
يسعى نتنياهو لتأسيس إسرائيل كقوة مهيمنة وحيدة في الشرق الأوسط من خلال إضعاف إيران وحلفائها. هذا المشروع يتجاوز مجرد منع البرنامج النووي الإيراني ليشمل إعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي لصالح إسرائيل.
التحديات الاقتصادية والعسكرية
الضغوط على الموارد العسكرية
تواجه إسرائيل تحديات لوجستية ضخمة في تنفيذ خططها التوسعية، خاصة مع انتشار قواتها في لبنان وسوريا وغزة. كما أن قادة الجيش الإسرائيلي عبروا عن قلقهم من إرهاق القوات الاحتياطية والتحديات المرتبطة بالسيطرة على ملايين الفلسطينيين.
التكاليف الاقتصادية والدولية
تتطلب خطط نتنياهو التوسعية موارد ضخمة وسط تدهور العلاقات مع حلفاء تقليديين. كما أن السياسات الحالية تُبعد إسرائيل عن إمكانية التطبيع مع السعودية، وهو مشروع إرث مهم لنتنياهو.










