وصل رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، دافيد برنياع، المعروف بلقب “دادي برنياع”، إلى العاصمة القطرية الدوحة صباح اليوم الخميس في زيارة وصفت بأنها الأولى من نوعها منذ انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار الشهر الماضي.
زيارة استثنائية:
تأتي زيارة برنياع بناء على توجيه مباشر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قرر إعادة رئيس الموساد إلى صدارة المشهد التفاوضي في هذه المرحلة الحرجة. ويعزى ذلك إلى العلاقات الخاصة التي يتمتع بها برنياع مع قطر، وهو ما يعزز من قدرته على التأثير في مسار المفاوضات الجارية بين الأطراف المختلفة.
طبيعة المهمة والمناقشات:
وحسب مصادر مطلعة للقناة 12 الإسرائيلية، فقد ناقش برنياع خلال لقائه مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الجهود المبذولة للتوصل إلى صفقة شاملة، تشمل الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين مقابل إنهاء الحرب. كما تم التأكيد على ضرورة أن يتضح لحركة حماس من خلال الوسطاء أن قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) بشأن احتلال مدينة غزة ليس مجرد خدعة أو حرب نفسية، بل خطوة تعتزم إسرائيل تنفيذها بشكل جدي في حال عدم إحراز تقدم ملموس في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن.
الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق:
وتجري هذه الزيارة في وقت تشهد فيه جهودا دبلوماسية مكثفة من قبل كل من الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا، تهدف إلى التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس. وقد تزامنت هذه الزيارة مع استعداد وفد حماس لمواصلة المفاوضات، مما يضفي طابعا من التوتر والتوقعات على المشهد الدبلوماسي في المنطقة.
الرسالة الإسرائيلية الحاسمة:
بحسب القناة 12، فإن برنياع شدد خلال اللقاء على ضرورة أن يوضح الوسطاء للحركة أن قرار الكابينت بشأن احتلال قطاع غزة ليس مجرد تهديد أو حرب نفسية، بل خطوة حقيقية ستنفذها إسرائيل إذا لم يتم إحراز أي تقدم في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن. هذه الرسالة تأتي في إطار الضغط على حماس لقبول المقترحات المطروحة، وسط تصاعد حدة الأوضاع العسكرية.
التصعيد العسكري: قرار احتلال غزة:
كان المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي (الكابينت) قد أقر الأسبوع الماضي خطة لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، على أن تبدأ العملية في مدينة غزة، وترافقها عمليات تهجير واسعة تشمل نحو مليون فلسطيني من المدينة إلى الجنوب. تشمل الخطة أيضا تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية، مع احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع في مرحلة لاحقة.
الاستعدادات العسكرية:
ووفقا للتقارير العسكرية، وافق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، يوم الأربعاء على الخطة المركزية لاجتياح غزة، والتي تتطلب تجنيد ما بين 80 إلى 100 ألف جندي احتياطي لتنفيذ العملية العسكرية. كما تم تحديد أن العملية قد تستمر حتى عام 2026 بسبب الطبيعة المعقدة والمتصاعدة لحرب العصابات التي يتوقع أن تواجهها القوات الإسرائيلية. ويشمل التخطيط أيضا إخلاء نحو 1.2 مليون مدني من مدينة غزة في غضون أسبوعين من بدء العملية.
مستقبل المفاوضات:
ترتبط زيارة برنياع إلى الدوحة بآمال إسرائيلية في تحريك ملف المفاوضات مع حماس، حيث تتطلع تل أبيب إلى توجيه رسائل حاسمة من خلال الوساطة القطرية بهدف الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب بشكل مرض لإسرائيل ويضمن الإفراج عن الرهائن المحتجزين.
الزيارة تعتبر خطوة مهمة في سلسلة من المحاولات الإسرائيلية لاستعادة السيطرة على المفاوضات وضمان مواقفها الأمنية، في وقت حساس يتزايد فيه الضغط الدولي على جميع الأطراف للوصول إلى تسوية.










