في وقت تشهد فيه إيران حالة من التوتر الداخلي والخارجي، حذر الزعيمان الإصلاحيان مهدي كروبي وحسن روحاني من انهيار إيران وانتقدا البرنامج النووي الإيراني،مطالبين بتخفيف التوترات مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
انتقد مهدي كروبي، أحد قادة الحركة الخضراء، سياسات الحكومة الإيرانية، مشيرا إلى أن مسارها، بما في ذلك البرنامج النووي، قد أوصل البلاد إلى “قاع الوادي”.
ودعا كروبي إلى ضرورة “العودة إلى الشعب” وإجراء “إصلاحات هيكلية” قبل فوات الأوان. وفي سياق متصل، شدد الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني على ضرورة تخفيف التوترات مع الولايات المتحدة وطرح “استراتيجية وطنية جديدة” تركز على تنمية البلاد وتعزيز عظمتها.
كروبي: “إصلاحات هيكلية ضرورية لإنقاذ إيران”
خلال كلمة له يوم الخميس 14 أغسطس، أكد مهدي كروبي أن بقاء إيران يعتمد على عودة الحكام إلى الشعب وتمهيد الطريق لإجراء إصلاحات هيكلية حقيقية.
وقال إن “الوقت لا يرحم، وإذا لم نتحرك الآن، فإننا قد نواجه انهيارا كاملا” مشيرا إلى الوضع الاقتصادي والسياسي المتدهور الذي تواجهه البلاد.
روحاني: “استراتيجية وطنية جديدة ضرورية”
من جانبه، دعا حسن روحاني، رئيس الحكومتين الحادية عشرة والثانية عشرة، مستشاريه يوم الأربعاء 13 أغسطس إلى صياغة “استراتيجية وطنية جديدة” بناء على رغبات الشعب الإيراني، والتي تهدف إلى تعزيز التنمية في البلاد وضمان استقرارها.
وقال روحاني إنه من الضروري “تركيز الجهود على تعزيز إيران وعظمتها”. كما حذر من أن استمرار تجاهل هذه المبادرات قد يعرض البلاد لخطر الحرب مجددا.
وفي حديثه، ذكر روحاني أيضا أن هناك حاجة ماسة لتسليم الاقتصاد الإيراني إلى القطاع الخاص، مشيرا إلى أهمية تعزيز دور الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام الخاصة جنبا إلى جنب مع وسائل الإعلام الوطنية.
كما اقترح إنشاء “جهاز استخبارات شعبي” يشارك فيه جميع المواطنين، داعيا إلى تقوية المؤسسات الوطنية لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية.
تصريحات نتنياهو
وفي سياق متصل، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن المحور الإيراني يدعو بشكل علني إلى “تدمير إسرائيل”، واصفا ذلك بأنه “تهديد وجودي”. وقال نتنياهو في تصريحات له إن إسرائيل في “حرب على ثماني جبهات، سبع منها ضد إيران ووكلائها، والثامنة ضد الإعلام الكاذب”. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس حيث يستمر التصعيد بين إيران وإسرائيل، خاصة فيما يتعلق بالأنشطة النووية الإيرانية.
روحاني يطالب بتقليص دور الحرس الثوري في الاقتصاد
في الوقت نفسه، أكد روحاني على ضرورة تقليص دور الحرس الثوري الإيراني في الاقتصاد والسياسة الداخلية، قائلا إنه يجب أن “يعود إلى مهامه الطبيعية” بعيدا عن التدخلات في الشؤون الاقتصادية والسياسية.
ويأتي هذا التصريح في وقت تفرض فيه الولايات المتحدة عقوبات جديدة على العديد من الشركات العالمية التي تتعامل مع الحرس الثوري الإيراني، وهو ما يشير إلى تزايد الضغوط الخارجية على الجمهورية الإسلامية.
العقوبات الأمريكية وتداعياتها
من جانب آخر، تزايدت الضغوط الدولية على إيران مع فرض وزارة الخارجية الأمريكية عقوبات على عشرات الشركات العالمية التي اشترت مواد من منتجي البتروكيماويات الإيرانيين. وقد تم استهداف العديد من الشركات التي كانت سابقا على قائمة العقوبات الأمريكية بسبب تعاونها مع الحرس الثوري الإيراني، في وقت يشهد فيه النظام الإيراني أزمة اقتصادية خانقة.
التهديدات الأمنية والتطورات العسكرية
وعلى الصعيد العسكري، أكد روحاني على أهمية تعزيز القدرات الدفاعية لإيران، بما في ذلك إعادة العلماء الإيرانيين في الداخل والخارج إلى البلاد للعمل في مجالات التكنولوجيا والحرب الإلكترونية.
كما تحدث عن عمليات كوماندوز إسرائيلية واسعة ضد إيران، والتي أدت إلى القضاء على العديد من كبار القادة العسكريين في إيران، وهو ما دفع إلى انتقادات واسعة في صفوف القوى المؤيدة للحكومة.
تأتي هذه التطورات وسط تصاعد الأزمات الداخلية والخارجية التي تواجهها إيران، مما يضع الحكومة في موقف صعب يتطلب اتخاذ قرارات حاسمة لتفادي المزيد من الانهيار السياسي والاقتصادي.










