كشف أنس الشيخ، المعروف باسم “أبو زهير الشامي” والقائد العام للجهاز السوري المستقل لمكافحة الإرهاب، عن خطة طموحة لتشكيل جيش سوري موحد شبه فيدرالي يضم جميع المكونات السورية تحت قيادة وأكثرية سنية، في إطار ترتيبات المرحلة الانتقالية التي تشهدها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
تطورات جديدة في الهيكل العسكري السوري
أعلن الشيخ عبر منصة “إكس” أن التحضيرات جارية لإنشاء “جيش موحد سوري تشاركي فوق دستوري مستقل عن الحكومة والسلطة السياسية”، مؤكداً أن عمل هذا الجيش سيقتصر على المرحلة الانتقالية وأن هدفه الأساسي هو “بسط الأمن والاستقرار في المنطقة بدعم دولي”.
وشدد القائد العسكري على أن الجيش الجديد “ليس هدفه الانقلاب” بل يسعى لضمان الاستقرار وحفظ الأمن في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ سوريا، في إشارة واضحة لطمأنة المجتمع الدولي والقوى السياسية المحلية.
دمج الفصائل تحت مظلة الدولة
تأتي هذه التطورات في سياق الجهود المكثفة التي تبذلها وزارة الدفاع السورية لدمج جميع الفصائل العسكرية تحت مظلتها الرسمية. فقد أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، في مايو الماضي، عن إنجاز “دمج جميع الوحدات العسكرية ضمن وزارة الدفاع السورية”.
وأمهل أبو قصرة المجموعات العسكرية المتبقية التي لم تنضم بعد، مهلة عشرة أيام للالتحاق بقوات الوزارة، محذراً من “اتخاذ الإجراءات المناسبة وفق القوانين المعمول بها” في حالة عدم الامتثال.
إعادة هيكلة شاملة للمؤسسة الأمنية
في تطور موازٍ، أعلنت وزارة الداخلية السورية عن هيكلة جديدة تشمل استحداث إدارة مكافحة الإرهاب المعنية بـ”تفكيك التهديدات الأمنية داخل سوريا من قبل الجماعات التكفيرية والتنظيمات العابرة للحدود”.
كما تقرر دمج جهازي الشرطة والأمن العام في جهاز واحد تحت اسم “قيادة الأمن الداخلي” في كل محافظة، بالإضافة لاستحداث إدارات متخصصة لحرس الحدود والحماية الدبلوماسية ومكافحة المخدرات.
التحديات أمام التوحيد العسكري
رغم الإعلانات الرسمية، تواجه عملية دمج الفصائل تحديات جمة، خاصة مع اختلاف الولاءات والتوجهات الأيديولوجية بين الفصائل المختلفة.
وقد أشارت مصادر في “الجبهة الشامية” إلى أن عملية الدمج تتم وفق حجم كل فصيل، حيث تحولت الجبهة إلى لواء ضمن ملاك وزارة الدفاع.
ولا تزال بعض الفصائل، خاصة في محافظة السويداء، ترفض الاندماج وتطالب بشروط خاصة، فيما استثني تنظيم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) من مهلة العشرة أيام بسبب وجود اتفاق منفصل يقضي بدمجها في مؤسسات الدولة.
دور الدعم الدولي
يشير الشيخ إلى أن الجيش الموحد المقترح سيعمل “بدعم دولي”، مما يعكس أهمية الحصول على الدعم والاعتراف الدولي لضمان نجاح هذه الخطوة الحاسمة في مسار إعادة بناء المؤسسة العسكرية السورية.
هذا التأكيد على الدعم الدولي يأتي في وقت تسعى فيه القيادة السورية الجديدة لكسب ثقة المجتمع الدولي وإثبات التزامها بمحاربة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
آفاق المستقبل
تمثل خطة تشكيل الجيش الشبه فيدرالي خطوة مهمة نحو توحيد القوة العسكرية في سوريا تحت قيادة واحدة، مع الحفاظ على التنوع والتمثيل لجميع المكونات السورية. وقد أكد الرئيس السوري أحمد الشرع سابقاً أن “وحدة السلاح واحتكاره في يد الدولة ليست رفاهية، بل واجب وفرض”.
ومن المتوقع أن تستمر التطورات في هذا الملف خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع إعلان الشيخ عن وجود “مفاجأة سعيدة للشعب السوري قريباً وهي في طور التنفيذ”، مما يشير إلى المزيد من التطورات المرتقبة على صعيد إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية في سوريا.
تشكل خطة الجيش الشبه فيدرالي المقترحة من قبل الجهاز السوري المستقل لمكافحة الإرهاب نقلة نوعية في مسار توحيد القوات العسكرية السورية.
وبينما تواجه هذه الخطة تحديات عدة، فإن الدعم الدولي المتوقع والإرادة السياسية القوية قد تساهم في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي الذي يصب في مصلحة الاستقرار والأمن في المنطقة.ح










