أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني أن التواصل بين إيران ومصر قائم بشكل دائم والعلاقة جيدة ومفيدة، مشيراً إلى عدم وجود مشاكل من جانب طهران، لكنه أضاف تحذيراً مهماً بقوله “إذا تدخلت أمريكا فهذا موضوع آخر لوجود أعداء مشتركين بين إيران ومصر”.
رؤية لاريجاني حول العلاقات مع مصر
واعتبر لاريجاني أن مصر دولة مهمة بتاريخ مشرف وحضارة كبيرة ومكانة قوية في العالم العربي. وأضاف في تصريحاته أنه لا يخطط حالياً لزيارة القاهرة لكن الأمر ممكن مستقبلاً إذا دعت الحاجة.
موقف إيران من التدخل الأمريكي
أكد لاريجاني موقف إيران الثابت من عدم قبول التدخل الأمريكي في العلاقات بين دول المنطقة. وقال في هذا السياق: “واشنطن لا تستطيع قطع علاقات طهران مع الدول العربية”، مؤكداً أن الولايات المتحدة عاجزة عن التأثير على علاقات إيران الإقليمية.
العلاقة بين إيران ومصر في السياق الحالي
وصف لاريجاني العلاقة بين الجمهورية الإسلامية ومصر بأنها “جيدة، لكن هناك مشاكل كثيرة قد يفتعلها الأمريكيون”، مؤكداً أن إيران لم ولن تستسلم، والمفاوضات تكون مفيدة عندما يستطيع الأطراف أن يدركوا أنهم لن يحققوا ما يريدونه عبر الحروب.
السياق الإقليمي للتصريحات
جاءت هذه التصريحات في إطار زيارة لاريجاني إلى لبنان التي أثارت الكثير من التفاعل الإقليمي والدولي. وأكد خلال الزيارة أن طهران تحترم أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بالتنسيق والتعاون مع الفصائل، مشدداً على أن “إيران لا تنوي مطلقاً التدخل في شؤون لبنان ولا غيره ونحترم أي نتيجة تخرج بها حكومته”.
رسائل متعددة الأبعاد
تأتي زيارة لاريجاني وتصريحاته بعد أيام من إقرار حكومة لبنان الورقة الأمريكية وتكليف الجيش بوضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة. وأشار محللون إلى أن الزيارة تحمل رسائل متعددة للداخل والخارج، حيث تؤكد على استمرار النفوذ الإيراني في المنطقة رغم الضغوط الأمريكية.
تطور العلاقات المصرية-الإيرانية
المسار الحالي للعلاقات
شهدت الأشهر الأخيرة تحولات ملحوظة في مسار العلاقات المصرية الإيرانية، متجهة نحو تقارب حذر وتدريجي. وقال رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة محمد حسين سلطاني فرد إن الجمود في العلاقات بين البلدين انكسر بعد سنوات من الصعود والهبوط في العلاقات المعقدة بين الجانبين.
المشاورات السياسية الجديدة
توافقت مصر وإيران على استكمال مسار استكشاف العلاقات بين البلدين، حيث أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إطلاق مسار للمشاورات السياسية بين البلدين يُعقد دون المستوى الوزاري لتناول جوانب العلاقات بين البلدين.
زيارة وزير الخارجية الإيراني لمصر
زار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي القاهرة حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأكد الجانبان أهمية استمرار المسار الحالي لاستكشاف آفاق التطوير المشترك للعلاقات بين الدولتين.
العوامل المؤثرة في العلاقات
التحديات التاريخية
انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران عام 1979 على خلفية الثورة الإسلامية في إيران وتوقيع مصر على معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل. وقد تعززت الخلافات بسبب معارضة إيران معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية، كما أن دعم إيران لجهات فاعلة غير حكومية مثل حزب الله والحوثيين وحماس كان يُنظر إليه من القاهرة كعوامل مزعزعة للاستقرار الإقليمي.
المصالح المشتركة الناشئة
رغم الخلافات التاريخية، يرى محللون أن ما يربط بين مصر وإيران في الوقت الراهن أكثر مما يفرقهما استراتيجياً، فكلتاهما مستهدفة بطريقة ما من قبل إسرائيل. كما أن التقارب سيكون على أسس محددة لا يتجاوز فيها كل طرف مسألة الأوضاع الداخلية للآخر.
الموقف الأمريكي والإقليمي
الضغوط الأمريكية
تواجه مصر ضغوطاً من الولايات المتحدة التي قد تعرقل استعادة العلاقات من خلال تهديدات بوقف صفقات أسلحة أو قروض. لكن القيادة المصرية تسعى لتجاوز هذه العراقيل عبر تقديم نفسها كوسيط فعال في القضايا الإقليمية.
الدور الخليجي
يلعب الموقف الخليجي دوراً مهماً في تحديد مسار العلاقات المصرية-الإيرانية. فمصر تعتمد بشكل كبير على الدعم المالي والاستثمارات من دول الخليج، وتحديداً السعودية والإمارات، مما يضع قيوداً على مدى التقارب مع إيران.










