خطاب جديد مثير للجدل، وجّه الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم انتقادات حادة للحكومة اللبنانية، متهماً إياها بتنفيذ الأوامر الأميركية والإسرائيلية الهادفة إلى إنهاء المقاومة، حتى لو اقتضى ذلك اندلاع حرب أهلية.
موقف قاسم الرافض لنزع السلاح
أكد قاسم أن حزب الله لن يتخلى عن قوته العسكرية وأن إسرائيل لن تتسلّم منه السلاح، مشيراً إلى أن “المقاومة أعانت الدولة على تسهيل انتشار الجيش في جنوب لبنان”. وشدد على أن “المقاومة جزء من اتفاق الطائف” الذي نصّ على تحرير الأرض بكل الوسائل المتاحة.
وفي تصريحات حاسمة، قال قاسم: “لا يوجد لدينا استسلام، لا يوجد لدينا تسليم لإسرائيل، لن تستلم إسرائيل السلاح منا”، معتبراً أن أي جدول زمني يُعرض لينفّذ تحت سقف العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن يوافق عليه الحزب.
قرار الحكومة اللبنانية المثير للجدل
اتخذت الحكومة اللبنانية، في 5 آب/أغسطس 2025، قراراً تاريخياً بحصر السلاح بيد الدولة، مع تكليف الجيش اللبناني بوضع خطة تنفيذية لنزع سلاح حزب الله بحلول نهاية العام. جاء هذا القرار بعد ضغوط أمريكية متصاعدة ومذكرة قدّمها المبعوث الأمريكي توم براك.
وانسحب وزراء حزب الله وحركة أمل من اجتماع مجلس الوزراء احتجاجاً على مناقشة الاقتراح، فيما أعلن وزير الإعلام اللبناني بول مرقص أن مجلس الوزراء وافق على “إنهاء الوجود المسلح على كامل الأراضي بما فيه حزب الله”.
الاتهامات الموجهة للحكومة
اتهم قاسم الحكومة اللبنانية بـ“ارتكاب خطيئة كبرى” من خلال قرارها، معتبراً أنه يخدم المصلحة الإسرائيلية. وقال إن “قرار الحكومة اللبنانية يجرد لبنان من السلاح الدفاعي أثناء العدوان ويسهل قتل المقاومين وأهلهم”.
كما وصف الحكومة بأنها “تخدم المشروع الإسرائيلي، وهذا يفسر فرحة نتنياهو”، مؤكداً أن “الحكومة تنفذ الأوامر الأمريكية والإسرائيلية لإنهاء المقاومة ولو بحرب أهلية”.
الرأي العام اللبناني والمقاومة
يأتي موقف قاسم مدعوماً بنتائج استطلاع حديث أظهر أن 72% من اللبنانيين يجزمون أن الجيش لا يستطيع التصدي للعدوان بمفرده. كما كشف الاستطلاع أن 58% من اللبنانيين يرفضون نزع سلاح المقاومة دون وجود استراتيجية دفاعية.
ورأى 76% من المستطلعين أن الدبلوماسية وحدها غير قادرة على ردع العدوان الإسرائيلي، ما يعكس الثقة الشعبية في دور المقاومة.
التحديات والمخاطر
حذّر قاسم من أن “لبنان يواجه اليوم خطراً وجودياً”، مشيراً إلى ثلاثة تهديدات رئيسية: “إسرائيل من الحدود الجنوبية، والأدوات الداعشية على الحدود الشرقية، والطغيان الأميركي الذي يحاول التحكم بلبنان”.
وأكد أن “لا سيادة لبنانية من دون المقاومة التي منعت إقامة المستوطنات”، معتبراً أن المقاومة هي الضامن الأساسي لحماية الأراضي اللبنانية من التوسع الإسرائيلي.
الموقف من الورقة الأمريكية
رفض قاسم بشكل قاطع الورقة الأمريكية التي قدّمها توم براك، واصفاً إياها بأنها “إملاءات واضحة لنزع قوة لبنان لصالح أمن إسرائيل”. وقال إن المذكرة الأمريكية تطالب بـ“تجريد المقاومة من كل قدراتها العسكرية، بما في ذلك الأسلحة البسيطة، وتفكيك بنيتها التحتية خلال 45 يوماً فقط”.
الدعم الإيراني والموقف الدولي
استقبل قاسم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، وجدّد “الشكر للجمهورية الإسلامية الإيرانية على دعمها المتواصل للبنان ومقاومته ضدّ العدو الإسرائيلي”.
من جانبها، أعلنت إيران رفضها القاطع لقرار نزع سلاح حزب الله، فيما تبنت عدة دول عربية وأوروبية قرار الحكومة اللبنانية باعتباره خطوة نحو استعادة سيادة الدولة.
التحدي الأمني والسياسي
يواجه لبنان اليوم تحدياً أمنياً وسياسياً خطيراً، حيث تتزايد المخاوف من انزلاق البلاد إلى مواجهة داخلية. فقد حذّر خبراء من أن “تنفيذ قرار نزع السلاح دون تفاهم مع حزب الله قد يضع الجيش في مواجهة مع الحزب”.
وتتصاعد الضغوط الأمريكية والدولية على الحكومة اللبنانية لتسريع تنفيذ خطة نزع السلاح، فيما يحذّر حزب الله من أن أي محاولة لتنفيذ القرار بالقوة ستواجه مقاومة شديدة.










