كشفت القناة 12 العبرية عن تسريب إعلامي صادم لتسجيلات مصورة لـأهارون حاليفا، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق (أمان)، تضمنت اعترافات خطيرة حول إخفاقات 7 أكتوبر وتصريحات عنصرية مدمرة حول قتل المدنيين الفلسطينيين.
الاعترافات الأكثر صدماً في التسريب
خطط اغتيال قادة حماس قبل 7 أكتوبر
كشف حاليفا في التسجيل المسرب عن معلومة خطيرة، قائلاً: “خططنا لاغتيال قادة الحركة قبل 7 أكتوبر”. هذا الاعتراف يؤكد أن إسرائيل كانت تعد لعملية اغتيال واسعة لقيادة حماس، بما في ذلك يحيى السنوار ومحمد الضيف، قبيل عملية “طوفان الأقصى” مباشرة.
هجوم حاد على نتنياهو والقيادة السياسية
وجه حاليفا انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث قال بلا مواربة: “نتنياهو جبان وفشل في الاختبار، وكل من شغل منصباً في 7 أكتوبر عليه أن يرحل ويفسح المجال لغيره”.
وأضاف حاليفا في وصفه لنتنياهو: “هو شخص يستمع، شخص يقرأ، ويمكن القول أيضاً إنه شخص جبان جداً، لكن في النهاية، في اختبار النتائج، فشل”.
اعتراف صريح بالفشل والإخفاق
في لحظة نادرة من الصدق، اعترف حاليفا بمسؤوليته الشخصية عن كارثة 7 أكتوبر، قائلاً: “لقد أخفقت في 7 أكتوبر وبالتأكيد لن يتم مسامحتي، ونحن والمستوى السياسي كان علينا أن نوفر الحماية لمواطنينا لكننا لم نفعل”.
التصريح الأكثر إجراماً: قتل المدنيين الفلسطينيين
الأخطر في التسريب كان التصريح العنصري الصادم الذي يكشف عن العقلية الإجرامية للقادة الإسرائيليين: “قلت بعد 7 أكتوبر إنه يجب أن يُقتل 50 فلسطينياً مقابل كل إسرائيلي قُتل، ولا يهم إن كان الأمر يتعلق بأطفال أو نساء”.
تحليل شخصية المسؤولين الإسرائيليين
تقييم هرتسي هليفي
قدم حاليفا تقييماً قاسياً لرئيس الأركان السابق هرتسي هليفي، قائلاً: “هل تظنون أن هرتسي مهمل؟ هرتسي ليس شخصاً مهملاً. هرتسي مصاب بالبارانويا، أعرفه منذ أن كان صغيراً، وهو مصاب بالبارانويا لدرجة مخيفة”.
جذور الفشل المؤسسي
أوضح حاليفا أن الفشل ليس مسألة “غطرسة وغرور”، بل هو أعمق من ذلك، مرتبط بـ”ثقافة تنظيمية على مدى سنوات، وتصور يقول: نحن دولة إسرائيل، لدينا استخبارات قوية جداً… لدينا قوة عسكرية قوية جداً… لدينا كل شيء، وعدونا مردوع”.
السياق التاريخي والأدلة الميدانية
ترجمة التصريحات إلى واقع دموي
بحسب الإحصائيات الرسمية، استشهد أكثر من 40 ألف فلسطيني منذ بداية العدوان على غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال، مما يؤكد أن التصريحات العنصرية لحاليفا تُرجمت فعلياً إلى مجازر ممنهجة على أرض الواقع.
استهداف مقصود للمدنيين
الأرقام الميدانية تؤكد الاستهداف المقصود والمنهجي للمدنيين الفلسطينيين، حيث تشكل نسبة النساء والأطفال أكثر من 70% من الضحايا، مما يدحض الادعاءات الإسرائيلية حول “الاستهداف المحدود”.
خطط الاغتيال المبكرة وفشلها
التخطيط المسبق لتصفية القيادة
اعتراف حاليفا بوجود “خطط لاغتيال قادة الحركة قبل 7 أكتوبر” يكشف عن التخطيط المسبق لتصفية القيادة الفلسطينية، وهو ما يؤكد الطبيعة العدوانية للسياسة الإسرائيلية.
فشل استخباراتي مدوي
رغم هذه الخطط المعدة مسبقاً، فشلت الاستخبارات الإسرائيلية في توقع عملية “طوفان الأقصى” أو منعها، مما يكشف عن فجوة كبيرة بين الادعاءات والواقع الفعلي لقدرات الاحتلال.
تفاصيل ليلة 7 أكتوبر
الأحداث التي سبقت الهجوم
وصف حاليفا الأحداث التي سبقت الهجوم، موضحاً أن “السيمز (بطاقات الاتصال) بدأت بالعمل في التاسعة مساء الجمعة، وأن أول مكالمة تلقاها كانت في الثالثة وعشرين دقيقة فجراً من مساعدته”.
تقييم خاطئ للوضع
أكد أن تقييم الاستخبارات في ذلك الوقت كان يرى أن “التفاهمات قائمة، وأن الهدوء سيستمر”، وأن الوثائق الرسمية تثبت ذلك.
انتقادات السياسة الإسرائيلية
سياسة تقوية حماس
انتقد حاليفا الأيديولوجية التي كانت ترى أن “حماس أصل جيد لإسرائيل”، لأنها تمنع قيام دولة فلسطينية موحدة. وأكد أن هذه السياسة القائمة على تقوية حماس لمواجهة السلطة الفلسطينية هي في صلب الفشل.
دور الأموال القطرية
أشار حاليفا إلى أن التصور الخاطئ “تعزز بالسماح بدخول الأموال القطرية” إلى غزة، مما ساهم في تغذية الوهم بأن الوضع تحت السيطرة.
التداعيات القانونية والدولية
اعتراف بجرائم حرب مخططة
التصريح حول قتل “50 فلسطينياً مقابل كل إسرائيلي” بغض النظر عن كونهم “أطفالاً أو نساءً” يُعتبر اعترافاً صريحاً بارتكاب جرائم حرب وفقاً للقانون الدولي الإنساني.
أدلة دامغة للمحاكم الدولية
هذه التسريبات تشكل أدلة دامغة يمكن استخدامها في المحاكم الدولية ضد المسؤولين الإسرائيليين، خاصة في ضوء التحقيقات الجارية في المحكمة الجنائية الدولية.
مطالبات بالاستقالة الجماعية
دعوة لتغيير شامل
أكد حاليفا أن “الجيل القادم يستحق فرصة النمو من جديد”، وأن هذا يتطلب أن “يذهب الجميع إلى بيوتهم”. وشدد على أن المسؤولية تقع على عاتق جميع من تولوا مناصب في 7 أكتوبر.
أزمة ثقة شاملة
تعكس هذه التصريحات أزمة ثقة شاملة في القيادة الإسرائيلية، حيث يطالب كبار المسؤولين العسكريين السابقين برحيل القيادة السياسية والعسكرية.










