يعتزم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السفر إلى العاصمة الأمريكية واشنطن يوم الاثنين المقبل، لعقد لقاء رسمي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إطار جهود دبلوماسية متسارعة لإيجاد مخرج للأزمة المستمرة في أوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وأكد زيلينسكي في منشور عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، مشيرا إلى أنه سيبحث مع ترامب “جميع التفاصيل المتعلقة بإنهاء القتل والحرب”.
مكالمة مطولة تمهد للزيارة
وأوضح الرئيس الأوكراني أن هذه الزيارة تأتي عقب مكالمة هاتفية مطولة أجراها مع الرئيس ترامب، استمرت لأكثر من 90 دقيقة، خصصت في بدايتها لمحادثات ثنائية مباشرة، قبل أن ينضم إليها لاحقا عدد من القادة الأوروبيين.
وأشار زيلينسكي إلى أن النقاش تركز على سبل التقدم في عملية السلام، والمقترح الأمريكي بعقد اجتماع ثلاثي يضم الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا، وهو مقترح أبدت كييف ترحيبا رسميا به.
دور أوروبي في المفاوضات… وضمانات مطلوبة
في تصريحاته، شدد زيلينسكي على أهمية المشاركة الأوروبية في جميع مراحل التفاوض، معتبرا أن “الوجود الأوروبي إلى جانب الولايات المتحدة يمكن أن يوفر ضمانات أمنية حقيقية لأوكرانيا”.
وقال:”نحن مستعدون للعمل بأقصى جهد لتحقيق السلام… وتنسيق المواقف مع جميع الشركاء الدوليين هو مفتاح إنهاء الحرب.”
وأضاف أن المكالمة مع ترامب كانت “صريحة وبناءة”، وأنه تلقى إشارات إيجابية من الجانب الأمريكي بخصوص التزام واشنطن بدعم أمن أوكرانيا، دون الخوض في تفاصيل إضافية.
رد دبلوماسي بعد قمة ألاسكا
وتأتي هذه التحركات في أعقاب قمة ألاسكا التي جمعت ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة الماضي، والتي انتهت دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، على الرغم من وصف اللقاء بأنه “بناء”.
وقد أثار غياب أوكرانيا عن القمة استياء في كييف، حيث فسر اللقاء الثنائي بأنه تجاهل لموقف الطرف المعتدى عليه. وتعد زيارة زيلينسكي المرتقبة إلى واشنطن بمثابة رد دبلوماسي أوكراني لإعادة التوازن إلى المشهد التفاوضي.
ووفقا لما ذكره زيلينسكي، فقد شارك ترامب خلال الاتصال تفاصيل لقائه مع بوتين، بما في ذلك نقاط التفاهم والخلاف، فيما أعاد الرئيس الأوكراني التأكيد على موقفه بأن “الحرب يجب أن تتوقف، لكن ليس بأي ثمن”.
نقلة جديدة في مسار الأزمة؟
تعد زيارة زيلينسكي المرتقبة إلى واشنطن خطوة مهمة في تطورات المسار السياسي للأزمة الأوكرانية، مع بروز احتمالات لعقد مفاوضات مباشرة أو ثلاثية بين كييف وموسكو وواشنطن.
ورغم عدم وجود مؤشرات حاسمة على اتفاق قريب، يرى مراقبون أن اللقاء المقبل قد يشكل نقطة انطلاق نحو تهدئة محتملة، إذا ما توافرت الإرادة السياسية لدى جميع الأطراف.










