قرّر رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون، إعلان حداد وطني اليوك السبت 16 أغسطس 2025، تضامنا مع عائلات ضحايا حادث وادي الحراش المأساوي الذي هز الرأي العام الجزائري. وأسفر هذا الحادث المروري المأساوي عن وفاة 18 شخصا وإصابة 23 آخرين، بينهم اثنان في حالة حرجة وفقا لما أفادت به مصالح الحماية المدنية.
تفاصيل حادث وادي الحراش المأساوي
وقع حادث وادي الحراش صباح أمس عندما سقطت حافلة لنقل المسافرين في منطقة وادي الحراش بالعاصمة الجزائرية، مما تسبب في مأساة حقيقية راح ضحيتها العشرات من المواطنين. وأكدت مصادر من الحماية المدنية أن الحادث وقع في ظروف لا تزال قيد التحقيق، حيث انحرفت الحافلة عن مسارها قبل أن تسقط مما أدى إلى هذه النتائج الكارثية.
وتشير التقارير الأولية إلى أن حوادث المرور من هذا النوع تتكرر بصفة مؤسفة في الجزائر، خاصة تلك المتعلقة بحافلات النقل العام، الأمر الذي يطرح تساؤلات جدية حول السلامة المرورية ومعايير الأمان في قطاع النقل الجماعي.
إعلان الحداد الوطني وتنكيس الراية الوطنية
في بيان رسمي صادر عن مصالح رئاسة الجمهورية، أعلن الرئيس تبون عن قراره بإعلان حداد وطني لمدة يوم واحد بدءا من مساء اليوم، مع تنكيس الراية الوطنية على جميع المؤسسات الرسمية. وجاء في البيان أن هذا القرار يأتي “على إثر الكارثة التي وقعت بوادي الحراش، وأودت بحياة 18 مواطنا، وتضامنا مع عائلات الضحايا”.
ووجّه رئيس الجمهورية رسالة تعزية مؤثرة إلى أسر ضحايا حادث وادي الحراش، قال فيها: “بكل حزن وأسى، أترحم على أرواح مواطنينا الذين وافتهم المنية إثر الحادث الأليم، الذي تسبب فيه سقوط حافلة نقل بوادي الحراش”. وأضاف الرئيس تبون في رسالة التعزية أن هذا الحدث المؤلم يذكرنا جميعا بضرورة مضاعفة الجهود لتحسين السلامة المرورية وحماية أرواح المواطنين.
واقع النقل العام في الجزائر والتحديات المطروحة
يكشف حادث وادي الحراش عن الواقع المرير الذي يعيشه قطاع النقل العام في الجزائر، حيث تتراكم المشاكل والإشكاليات منذ سنوات. ووفقا لخبراء في مجال النقل، فإن قطاع النقل الجماعي يواجه تحديات عديدة تتمثل في اهتراء حظيرة الحافلات، ونقص في عدد المركبات، وضعف في معايير السلامة والصيانة.
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن حوادث المرور المتعلقة بحافلات النقل تسجل أرقاما مقلقة سنويا، حيث تتسبب في خسائر بشرية ومادية جسيمة. ويرى متخصصون في مجال النقل أن أسباب هذه الحوادث متعددة، تشمل السرعة المفرطة، وعدم احترام قواعد المرور، وضعف الصيانة التقنية للمركبات، إضافة إلى عوامل أخرى مرتبطة بالبنية التحتية للطرقات.
جهود السلطات لتحسين السلامة المرورية
في إطار مواجهة هذه التحديات، تعكف الحكومة الجزائرية على دراسة مجموعة من الإجراءات لترقية خدمات النقل العام وتعزيز السلامة المرورية. ومن بين هذه الإجراءات تخفيض فترة المراقبة التقنية للحافلات من 6 أشهر إلى 3 أشهر، وتفعيل تكوين سائقي النقل العمومي، إضافة إلى تحديث الحظيرة الوطنية للحافلات.
كما تسعى وزارة النقل إلى وضع مخططات جديدة للنقل على مستوى الولايات، وإعداد دفتر شروط محدث لخدمة النقل العمومي، بهدف تحسين جودة الخدمة وضمان سلامة المسافرين. وتشمل هذه المخططات أيضا تعزيز دور المؤسسات العمومية للنقل وفتح المجال أمام الاستثمار في تصنيع الحافلات محليا.
دور الحماية المدنية في التعامل مع الحوادث
لعبت مصالح الحماية المدنية دورا محوريا في التدخل السريع لإسعاف ضحايا حادث وادي الحراش، حيث تم نقل المصابين إلى المستشفيات في أسرع وقت ممكن. وأكدت مصادر من الحماية المدنية أن فرقها تدخلت بسرعة لانتشال الضحايا من الحافلة المنكوبة وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين.
ويأتي هذا التدخل ضمن المهام الأساسية للحماية المدنية في التعامل مع حوادث المرور والكوارث الطبيعية، حيث تعمل هذه المصالح على مدار الساعة لضمان سلامة المواطنين والتدخل السريع في حالات الطوارئ. وتشمل خدمات الحماية المدنية الإسعاف الطبي، وانتشال الضحايا، والتحقيق في أسباب الحوادث بالتنسيق مع الجهات المختصة.
تأثير الحادث على الرأي العام وردود الأفعال
أثار حادث وادي الحراش موجة من الحزن والأسى في أوساط الرأي العام الجزائري، حيث تداول المواطنون أخبار الحادث على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وعبّر العديد من المواطنين عن تضامنهم مع عائلات الضحايا، مطالبين السلطات باتخاذ إجراءات صارمة لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية.
كما شهدت وسائل الإعلام الجزائرية تغطية مكثفة للحادث، مع التركيز على ضرورة تحسين أنظمة السلامة المرورية وتطوير قطاع النقل العام. وطالبت منظمات المجتمع المدني بإجراء تحقيق شامل في أسباب الحادث ومحاسبة المسؤولين في حالة ثبوت التقصير أو الإهمال.










