قررت النيابة العامة إخلاء سبيل عبد الرحمن خالد، مصمم الجرافيك الذي أثار جدلاً واسعاً بعد نشره فيديو ترويجي غير رسمي للمتحف المصري الكبير باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والذي ظهر فيه النجمان محمد صلاح وليونيل ميسي. جاء هذا القرار عقب تنازل وزارة السياحة والآثار عن البلاغ المقدم ضده، وبعد استجوابه وإنكاره التهم المنسوبة إليه، مؤكداً أن هدفه كان الترويج للمتحف المقرر افتتاحه في نوفمبر المقبل.
تفاصيل القبض والاتهامات
ألقت الأجهزة الأمنية في قسم شرطة الهرم التابع لمديرية أمن الجيزة القبض على عبد الرحمن خالد بناءً على محضر محرر من وزارة السياحة والآثار، التي اعتبرت الفيديو الترويجي مخالفاً للإجراءات المعتمدة في إنتاج المواد الترويجية للمتحف، وذلك لعدم حصوله على التصاريح اللازمة قبل النشر.
واتهمت الوزارة عبد الرحمن خالد بنشر فيديو اعتُبر مضللاً عبر حسابه الشخصي على موقع فيسبوك، حيث تضمن الفيديو مشاهد لمشاهير مثل ميسي وصلاح باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما أثار جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي.
موقف وزارة السياحة والآثار
أصدرت وزارة السياحة والآثار بياناً رسمياً أوضحت فيه أن الفيديو المتداول لا يمثل الإعلان الرسمي لاحتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير المقرر إقامتها في الأول من نوفمبر المقبل. وأكدت الوزارة أن الفيديو لم يُنتج من قبلها أو من قبل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، الشريك الإعلامي الرسمي والمسؤول عن أعمال الترويج للحفل.
وشددت الوزارة على أن ما تم تداوله يُعد محتوى مزيفاً يشكل انتهاكاً واضحاً لحقوق الملكية الفكرية وحقوق الأداء العلني، مشيرة إلى إبلاغ الجهات المعنية لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة ضد هذه الانتهاكات.
كما نفت الوزارة إصدار أي مواد دعائية رسمية حتى الآن، مؤكدة أن جميع المواد أو الأفلام الدعائية الرسمية ستُنشر حصرياً عبر القنوات الرسمية والمعتمدة، وهي المنصات الرسمية لوزارة السياحة والآثار، وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمتحف، والصفحات الرسمية للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي.
دفاع الأسرة والمؤيدين
دافع محمد خالد، شقيق عبد الرحمن خالد، عن شقيقه وطالب السلطات المختصة بالإفراج عنه، موضحاً أن الفيديو الترويجي كان في إطار ما يُعرف بـ”fan mode”، وهو عمل غير رسمي تم إنتاجه بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وأضاف محمد خالد في تصريحات خاصة لـ”مصراوي” أن شقيقه لديه حباً كبيراً لمصر، وأنتج الفيديو بهدف الترويج للمتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه في نوفمبر المقبل، مؤكداً: “هو كتب إن الفيديو غير رسمي ومصنوع بالذكاء الاصطناعي”.
تدخل الإعلامية لميس الحديدي
علقت الإعلامية لميس الحديدي على واقعة القبض على عبد الرحمن خالد، منتقدة أسلوب التعامل مع القضية ودافعت عن حق الشباب في الإبداع. وقالت الحديدي: “لا يمكن أن نتعامل مع الأفكار والشباب بهذه الطريقة التي لا تصدر إلا الإحباط، حتى لو كان أخطأ وتعدى على حقوق ملكية فكرية أو استخدم صوراً لشخصيات عامة دون إذن منهم، فهناك سبل وعقوبات أخرى للتعامل مع مثل هذه الأمور”.
وأضافت: “لا بد من تطوير التشريعات والأدوات القانونية لتتواكب مع الثورة الجارية في وسائل التواصل، وألا تكون فضفاضة الصياغات بما يوسع مجال تقييد الحريات، ولا يمكن أن يكون عقاب شاب فكر في تصميم فيديو ترويجي لافتتاح المتحف بهذه القسوة”.
قرار النيابة العامة وإخلاء السبيل
بعد استجواب عبد الرحمن خالد وإنكاره ما نُسب إليه من اتهامات، وبيانه أن هدفه من صناعة المقطع ونشره كان الترويج للمتحف المصري الكبير، قررت النيابة العامة إخلاء سبيله. جاء هذا القرار متزامناً مع تنازل وزارة السياحة والآثار عن البلاغ المقدم ضد الشاب.
وأوضحت المصادر أن القرار جاء بعد تأكد النيابة من أن نية عبد الرحمن خالد كانت الترويج للمتحف وليس الإضرار به أو تضليل الجمهور، خاصة وأنه أوضح في منشوره أن الفيديو غير رسمي ومُصنع باستخدام الذكاء الاصطناعي.
محتوى الفيديو المثير للجدل
احتوى الفيديو الترويجي الذي أعده عبد الرحمن خالد على مشاهد تُظهر النجمين محمد صلاح وليونيل ميسي وعدداً من الشخصيات البارزة في مجالي الفن وكرة القدم على المستوى المصري والعالمي وهم يحتفلون افتراضياً بافتتاح المتحف المصري الكبير.
استخدم المصمم تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة لإنشاء هذه المشاهد، مما جعل الفيديو يبدو واقعياً إلى حد كبير، الأمر الذي ساهم في انتشاره الواسع عبر منصات التواصل الاجتماعي وإثارة الجدل حول طبيعته الرسمية أم غير الرسمية.
ردود الأفعال على وسائل التواصل الاجتماعي
انقسمت ردود الأفعال على وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض للفيديو والطريقة التي تم التعامل بها مع صاحبه. فبينما رأى البعض أن ما قام به عبد الرحمن خالد يُعتبر إبداعاً يستحق التشجيع والدعم، اعتبر آخرون أنه انتهاك لحقوق الملكية الفكرية ويجب محاسبة صاحبه عليه.
وتفاعل رواد السوشيال ميديا بشكل كبير مع الفيديو، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض لظهور لاعب أجنبي في إعلان يخص حدثاً مصرياً بحتاً، بينما أشاد آخرون بجودة الإنتاج والإبداع في استخدام الذكاء الاصطناعي.
أهمية المتحف المصري الكبير
يُعتبر المتحف المصري الكبير تحفة معمارية وعلمية، حيث تبلغ مساحته حوالي نصف مليون متر مربع، ويضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تعود إلى الحضارة المصرية القديمة، بما في ذلك جميع مقتنيات الملك توت عنخ آمون المعروضة لأول مرة بشكل كامل.
ومن المتوقع أن يستقبل المتحف أكثر من 6 ملايين زائر سنوياً، ليصبح أحد أهم الوجهات السياحية والثقافية على مستوى العالم، وهو ما يفسر الحماس الكبير من جانب الشباب المصري للترويج له، حتى لو بطرق غير رسمية.










