الأمير الحسين بن عبدالله الثاني يعلن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم قريباً لتعزيز الهوية الوطنية
في خطوة تاريخية مهمة، أعلن الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي عهد الأردن، يوم الأحد 17 أغسطس 2025، عن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم قريباً، خلال لقائه مع مجموعة من شباب وشابات من محافظة إربد، مؤكداً أهمية البرنامج في تعزيز الهوية الوطنية وارتباط الشباب بأرضهم.
الكلمة المفتاحية الرئيسية: الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي عهد الأردن خدمة العلم
إعلان تاريخي بعد 33 عاماً من التوقف
في إعلان تاريخي مهم، كشف ولي عهد الأردن عن قرب إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم في المملكة، وذلك خلال لقاء مع الشباب في محافظة إربد الذي عُقد في حدائق الملك عبدالله الثاني. يأتي هذا الإعلان بعد 33 عاماً من توقف البرنامج في عام 1991.
أكد الأمير الحسين أنه “يجب تهيئة الشباب ليكونوا جاهزين لخدمة الوطن والدفاع عنه”، مضيفاً أن “كل من انخرط في برنامج خدمة العلم يعي أهمية هذه التجربة”. وشدد سموه على أن أهمية البرنامج تكمن في تعزيز الهوية الوطنية وارتباط الشباب بأرضهم.
البرنامج الجديد يستهدف صقل الشخصية والانضباط
أوضح الأمير الحسين أن الخدمة برفقة نشامى القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي تسهم في صقل الشخصية والانضباط. وأشار سموه إلى أنه أوعز للحكومة منذ مدة للعمل مع شركائها لتطوير برنامج خدمة العلم، الذي سيخضع لسلسلة من الإجراءات وفق جدول زمني واضح.
وعبر حسابه على “إنستغرام”، قال ولي العهد: “إعادة خدمة العلم من الأمور الأساسية لترسيخ هويتنا وتدعيم ارتباط شبابنا بأرضه، مبارك لكل من سيخوض هذه التجربة بمعية نشامى القوات المسلحة”.
الحكومة تعلن بداية التطبيق في 2026
أعلن رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان أن الحكومة ستستكمل عملها في هذا البرنامج بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية، ليبدأ تنفيذه مطلع العام المقبل 2026. وأوضح حسان خلال جلسة مجلس الوزراء أن الحكومة ستخصص الموارد اللازمة للتجهيز للبرنامج من بند النفقات الطارئة لهذا العام وفي موازنة 2026.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة سترسل إلى البرلمان، وبصفة الاستعجال، مشروع التعديلات اللازمة على قانون خدمة العلم والخدمة الاحتياطية، فور انعقاد الدورة البرلمانية المقبلة.
تفاصيل البرنامج الوطني الجديد
وفقاً لوزير الاتصال الحكومي محمد المومني، فإن الحكومة والقوات المسلحة تعملان منذ فترة، بتوجيه مباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد، وبمتابعة من رئيس الوزراء، على إنجاز مشروع وطني لإعادة تفعيل خدمة العلم.
سيبدأ البرنامج بتطبيقه على مجموعة من الشباب في عام 2026 ليشكلوا الدفعة الرابعة والخمسين من دفعات الخدمة الإلزامية، مع التوجه إلى التوسع التدريجي في الأعوام اللاحقة.
هيكلية البرنامج التدريبي والفئة المستهدفة
كشف وزير العمل نضال البطاينة عن تفاصيل مهمة حول البرنامج، حيث ستكون خدمة العلم إلزامية للذكور الأردنيين استناداً لأحكام المادة 3 من قانون خدمة العلم لسنة 1986 وتعديلاته، وستكون مدة الخدمة 12 شهراً.
ستقوم القوات المسلحة باستدعاء كل أردني ذكر من عمر 25 سنة ولغاية 29 سنة، والفئة التي سيتم استدعاؤها في الدفعة الأولى هم من مواليد 1995 ممن تنطبق عليهم معايير محددة، بما في ذلك أن يكون الشخص بدون عمل ولا تكون له اشتراكات فعلية بالضمان الاجتماعي خلال السنة الأخيرة.
يتضمن البرنامج تدريباً عسكرياً مدته 3 أشهر يتخلله أسبوعان يقوم فيهما المكلف بأعمال خدمة مجتمعية، تحت إشراف مباشر من قبل القوات المسلحة، مع مبيت وعطلة نهاية أسبوع كل شهر.
المسارات التدريبية المتخصصة
بعد انتهاء الثلاثة أشهر للتدريب العسكري، سيتم توزيع المكلفين تبعاً لاحتياجات فرص التدريب العملي إلى مسارين:
المسار الأول: التدريب التحضيري الذي يتضمن تدريب مهارات تحضيرية لسوق العمل وتدريب في مواقع العمل ولمدة 9 أشهر.
المسار الثاني: التدريب المهني أو التقني بالإضافة إلى تدريب في مواقع العمل ولمدة 9 أشهر مع تطبيق التدريب المزدوج.
سيحصل المكلف خلال فترة الخدمة على راتب شهري مقداره 100 دينار، مع تطبيق قانون أحكام الضمان الاجتماعي عند حدوث إصابة بسبب الخدمة.
السياق الإقليمي وتصريحات نتنياهو
يأتي إعلان إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم في سياق التطورات الإقليمية المتسارعة، خاصة بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول رؤية “إسرائيل الكبرى” التي تشمل أجزاءً من الأردن.
قال نتنياهو في مقابلة مع صحيفة إسرائيلية: “أشعر أنني في مهمة تاريخية وروحانية، فأنا مرتبط جداً برؤية إسرائيل الكبرى”، محدداً أن هذه الرؤية تمتد لتشمل فلسطين والأردن وسوريا ولبنان ومصر.
اعتبرت أحزاب أردنية ووسائل إعلام أردنية تصريحات ولي العهد بمثابة “أول رد أردني مؤسساتي” على تصريحات نتنياهو، في حين وصفت وزارة الخارجية الأردنية تصريحات نتنياهو بأنها “أوهام عبثية” تشكل تهديداً لسيادة الدول.
تاريخ خدمة العلم في الأردن
صدر أول قانون خدمة العلم في الأردن عام 1976، وجرى عليه العديد من التعديلات في عام 1986، قبل وقف العمل به عام 1991. وقد رعى المغفور له الملك الحسين بن طلال في التاسع من تشرين الثاني 1976 تخريج أول فوج من المكلفين بخدمة العلم.
في عام 2020، أعاد الأردن تفعيل العمل بقانون “خدمة العلم” بشكل محدود للعاطلين عن العمل الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و29 عاماً، مع فترة خدمة مدتها 12 شهراً تتضمن تدريباً عسكرياً ومهنياً، لكن هذا البرنامج توقف لاحقاً بسبب جائحة كورونا.
ردود فعل إيجابية واسعة
لاقى إعلان ولي عهد الأردن ترحيباً واسعاً من الشباب والفعاليات الرسمية والشعبية. وأشاد الحضور في اللقاء بمبادرة سموه لإعادة البرنامج، مؤكدين أهميته في غرس قيم المواطنة الفاعلة لدى الشباب وصقل شخصياتهم وتعزيز هويتهم الوطنية.
وثمنت كتلة الميثاق الوطني في البرلمان الأردني هذا الإعلان، مؤكدة أهمية البرنامج في تعزيز الهوية الوطنية وارتباط الشباب بوطنهم، فضلاً عن أنه يهيئ الشباب ليكونوا جاهزين لخدمة الوطن.
مؤتمر صحفي لإعلان التفاصيل
عُقد يوم الإثنين 18 أغسطس 2025 مؤتمر صحفي في دار رئاسة الوزراء للإعلان عن تفاصيل المشروع الوطني لإعادة تفعيل خدمة العلم، حيث كشفت الحكومة عن الإطار التنظيمي والخطة التفصيلية للبرنامج.
أكد وزير الاتصال الحكومي أن البرنامج بصيغته المحدثة يستهدف صقل شخصية الشباب الأردني بدنياً وفكرياً وثقافياً، وتعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ قيم الانضباط والصبر والعمل الجماعي.










